اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
alfahloy-alfahloy

معترك الأفهام بين الأنام وأشباه الأنعام

Recommended Posts


معترك الأفهام
بين الأنام وأشباه الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى .
أما بعد :
فإن الكلمة (أداة التخاطب)، وما من شكٍ فيه أنها تختلف ألفاظها في الموضوع
المعين باعتبار لغة كل قوم، إلا أن معناها ومدلولها واحد، فاللفظ وسيلة
والمعنى غاية .
ولهذا كان نظر العقلاء - عند الاشتباه - إلى المعاني، كما قال ابن القيم –
رحمه الله - : "ففقيه النفس يقول: ما أردت ؟ ونصف الفقيه يقول: ما قلت ؟ "
(إعلام الموقعين:3/54).
(والمعنى هو جملة المعارف والعلوم المستقرة في قلب العبد – بداهةً أو اكتساباً .
(واللفظ هو الصوت الحرفي المعبر عن (المعنى) بقصد التفهيم للمخاطب .
فيتلخص لنا من هذه المعطيات عدد من الأصول الرئيسية في حقيقة التخاطب بين العباد، فلا بد من:
 غاية مطلوبة مقصودة، وهي: (المعنى) .

 ووسيلة موصلة للمقصود، وهي: (اللفظ) .

 وغرض صحيح للمتكلم، وهو: (تفهيم المخاطب) .

وهذه الأصول الرئيسية هي (شروط البيان التام

1) العلم .

2) والفصاحة .

3) والنصح .
فكل من اجتمعت فيه هذه الأصول كان خطابه بياناً هادياً، فإن زاد اتصافه بها
بأن كان : أعلم، وأفصح، وأنصح كان خطابه أبين وأهدى. وهي صفة الرسل –
عليهم الصلاة والسلام – وصفة أتباعهم .
والخلل الناشئ في علوم الناس قائم على خلل في أحد هذه الأصول الثلاثة:

 إما أنهم قبلوا خطاب من لا علم عنده - تقليداً أو تعصباً - .
 وإما أنهم اشتبه عليهم خطابه: كإجماله في موضع البيان، أو تعميمه في موضع التخصيص، أو إطلاقه في موضع التقييد .
 وإما أنهم لُبِّس عليهم الحق بالباطل، أو كُتم الحق عنهم – تضليلاً وتدليساً - .
ومرجع الخلل يعود إلى نقص في (العلم)، أو (القدرة)، أو (الإرادة
فمن (نقص العلم أن لا يكون عنده علم فيما يخاطب به الناس .
ومن (نقص القدرة) أن يكون عنده علم لكن لا يحسن التعبير عنه وبيانه لهم .
ومن (نقص الإرادة أن لا يقصد تفهيمهم وتبيين الحق لهم بكتمه، أو تحريفه .
ومن هذه المنطلقات يبدأ: تشخيص داء (معترك الأفهام)، وتمييز طلاب الحق من (أشباه الأنعام).
وليس المقصود معرفة الداء؛ لأنه أضحى واضحاً لكل ذي عينين، وأذنين . وإنما
المقصود الأعظم معرفة الدواء النافع لهذا المرض العضال الذي بات (كليل مات
صباحه) .
وخلاصة الشفاء تتمثل في إحكام مواضع الخلل في (البلاغ) – خطاباً، وفهماً -
ليتجاوزها العبد، فلا يقبل من الخطابات إلا البلاغ المبين، وذلك بإحكام :

 أصل العلم .

 وآلة الفهم .
أما (أصل العلم) فهو: (الإيمان بالله ورسوله)، كما قال شيخ الإسلام ابن
تيمية – رحمه الله -:"قَاعِدَةٌ أَوَّلِيَّةٌ: أَنَّ أَصْلَ الْعِلْمِ
الْإِلَهِيِّ وَمَبْدَأَهُ وَدَلِيلَهُ الْأَوَّلَ عِنْدَ الَّذِينَ
آمَنُوا : هُوَ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ " (مجموع الفتاوى:2/1).
فالإيمان بالله – تعالى – يتضمن معرفته ومحبته ومعرفة حقوقه والجزاء عليها .
فالمؤمن بالله – تعالى – هو العالم بالله وبما يستحقه من الأسماء والصفات
وما يجب له من الحقوق والواجبات فيحبه ويخافه ويرجوه، كما قال سبحانه - : {
إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }.
فالإيمان بالله – تعالى – (يوجب النصح) فيدفع العبد عن نفسه موجبات فساد
الإرادة من الكبر والحسد والبغي فتصلح عنده الإرادة فيكون صادقاً وناصحاً
ومبيناً .
والإيمان بالرسول – صلى الله عليه وسلم – يتضمن: محبته وتصديقه وطاعته
ومتابعته . فالمؤمن بالرسول على الكمال هو العالم بأمر الله، أي: بشرعه -
أمراً ونهياً – والمتبع له .
والإيمان بالرسالة (يوجب العلم) الذي يدفع به العبد عن نفسه نقص المعرفة في
إصابة الحق المستلزم للجهل، فاتباع الرسالة ينافي التقليد الأعمى، والتعصب
للرجال .
وأما (آلة الفهم) فهي (اقتفاء آثار السلف) المشتملة على ركائز الرسوخ في
العلم - معرفة مقاصد الشريعة، ومعرفة اللغة العربية - المباينة لطريقة أهل
البدع الزائغين المتبعين للمتشابهات .
وهذا (يوجب القدرة) على فهم النص الشرعي والتعبير عنه ." وَلِهَذَا قَالَ
الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِسَالَةِ عبدوس بْنِ مَالِكٍ : " أُصُولُ
السُّنَّةِ عِنْدَنَا : التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ
وَتَرْكُ الْبِدَعِ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " (مجموع الفتاوى:4/102).
فاتباع الصحابة يرفع الاشتباه عن الخطاب الشرعي لما كانوا عليه من علم
بالمقاصد الرسالية، وعلم باللسان العربي . { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا
لَهُ مِنْ هَادٍ } (غافر:30-33). فاللهم هداك نسأل .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگ آلقآدمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تشرفت بتواجدك فى متصفحى المتواضع
لاحرمت من روعة تواجدك
لك كل الشكر والتقدير
** alfahloy **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.