اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
alfahloy-alfahloy

هل استحضرت نيتك

Recommended Posts

.،؛ هل استحضرت نيتك ؟؛،.


قال
العلماء أن النية من أعمال الاستغراق ؛ فأنت لا يكفي أن تستحضر نيتك قبل
العمل ، بل ينبغي أن تستحضرها و أن تجددها كذلك أثناء العمل ، لا بد أن
تذكر نفسك دائماً بغايتك من هذا العمل ، و هل حركك عليه هوى النفس ، أم
المحرك له هو الله تعالى ؟ . قال الحسن البصري : (( رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى ، و إن كان لغيره تأخر )) . فهذه المراقبة مهمة و ضرورية .



و
استحضار النية يحتاج أحياناً إلى مجاهدة النفس لإخلاصها لله تعالى ، و
تخليصها مما قد يعلق بها من شوائب تكدر صفو هذا الإخلاص ، كالرياء و حظوظ
النفس و بعض المصالح و المنافع الدنيوية ، و غير ذلك ، فالعمل بغير نية
عناء ، و النية بغير إخلاص رياء . قال الإمام الغزالي : ((
إنما النية انبعاث القلب ، و تجري مجرى الفتوح من الله تعالى ، و ليست
النية داخلة تحت الاختيار ، فقد تتيسر في بعض الأوقات ، و قد تتعذر ، و
إنما تتيسر في الغالب لمن قلبه يميل إلى الدين دون الدنيا )) . و بقدر الإخلاص في العمل لله يكون الأجر و الثواب . يقول الشيخ محمد الغزالي – يرحمه الله - : (( ألا ما أنفس الإخلاص و أغزر بركته ، إنه يخالط القليل فينميه حتى يزن الجبال ، و يخلو منه الكثير فلا يزن عند الله هباءة )) . و كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه يقول - : (( اللهم اجعل عملي كله صالحاً ، و اجعله لوجهك خالصاً ، و لا تجعل لأحد فيه شيئاً )) .



فالذي
يخلص نيته لله لا يزور قريبه المريض خوفاً من انتقاد الناس ، و إنما طلباً
للأجر و الثواب من الله ، فقد قال عليه و آله الصلاة و السلام : "
إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خِرافة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته
الرحمة ، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، و إن كان مساءً
صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح " [ الألباني – السلسلة الصحيحة : 1367 ] . و لا ينتظر مساعدة من ساعده و سعى في قضاء حاجته ، و إنما يفعل ذلك لوجه الله ، فقد قال عليه و آله الصلاة و السلام : " من يكن في حاجة أخيه ، يكـن الله في حـاجته "[ حديث صحيح ، الألبـاني ـ صحيح الجـامع : 6619 ] ، و قال : " من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن ، تقضي عنه دينا ، تقضي له حاجة ، تنفس له كربة "[ إسناده صحيح مرسل ، الألباني ـ السلسلة الصحيحة : 2291 ]
. و لا يصوم لأن الدراسات أثبتت أن له فوائد عظيمة ، و لكن امتثالاً لأمر
الله ، فهو يعبد الله و لا يعبد الدراسات ! . و التي تخلص نيتها لله لا
تلبس الحجاب للوقاية من الأشعة الضارة ، أو لحماية الشعر من الجفاف والتقصف
، و لا لأنه من عرف بيئتها ! ولكن لأن الله أمرها به و فرضه عليها . و لكن
عُسر تنقية القلب من هذه الشوائب أحياناً يجعل الإخلاص عزيزاً ، لأن
الخالص هو الذي لا باعث عليه إلا طلب القرب من الله تعالى ، و لذلك قال أبو
سليمان : (( طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى )) .



و لكن .. هل نحن ندرك فعلاً أهمية استحضار النية و أنها جوهر العمل ، كما قال عليه و آله الصلاة و السلام - : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنَّما لكل امرئٍ ما نوى .."[حديث صحيح ، رواه البخاري ـ الجامع الصحيح :1] ؟ فهي صياغة شاملة لحياتنا نحن المسلمين ، فلابد أن يكون لك نية واضحة أو حتى نيات في كل عمل تقوم به . قال الإمام الغزالي : ((
.. إن الطاعة الواحدة يمكن ان ينوي بها خيرات كثيرة ، فيكون له بكل نية
ثواب ، إذ كل واحدة منها حسنة ، ثم تُضاعف كل حسنة عشر أمثالها . مثال ذلك
القعود في المسجد ، فإنه طاعة ، و يمكن أن ينوي بها نيات كثيرة : منها أن
ينوي بدخوله انتظار الصلاة ، و منها الاعتكاف و كف الجوارح ، و منها دفع
الشواغل الصارفة عن الله تعالى بالانقطاع إلى المسجد ، و إلى ذكر الله
تعالى فيه ، و نحو ذلك . فهذا طريق تكثير النيات ، فقس على ذلك سائرالطاعات
، إذ ما من طاعة إلا و تحتمل نيات كثيرة )) ، ثم قال : ((
فما من شيء من المباحات إلا و يحتمل نية أو نيات ، تصير بها قربات ، و
ينال بها معالي الدرجات ، فما أعظم خسران من يغفل عنها و يتعاطاها تعاطي
البهائم المهملة . و مثاله أن يتطيب ، و ينوي بالطيب اتباع السنة ، و
احترام المسجد ، و دفع الروائح الكريهة التي تؤذي مخالطيه . و لا ينبغي أن
يحتقر العبد الخطرات و الخطوات و اللحظات ، فكل ذلك يُسأل عنه في القيامة ،
لم فعله ؟ و ما الذي قصد به ؟ )) .



فما
هي نيتك مثلاً عندما تتزوج ؟ أو عندما تدرس هذا التخصص ؟ أو عندما تقرأ
هذا الكتاب ؟ أو عندما تشاهد هذا البرنامج ؟ و هل لك نية في الأكل ، أو في
النوم ؟! . تناظر يوماً ابو موسى الأشعري و معاذ بن جبل – رضي الله عنهما –
في قيام الليل ، فقال أبو موسى : (( أنا أقوم أول الليل و أنام آخره . فقال معاذ : و أنا أنام أول الليل و أقوم آخره ، فأحتسب نومتي و قومتي )) . و قال بعض السلف : ((
إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية ، حتى في أكلي و شربي و نومي و دخولي
الخلاء ، و كل ذلك مما يمكن أن يُقصد به التقرب إلى الله تعالى ، لأن كل
ما هو سبب لبقاء البدن و فراغ القلب من مهمات الدين ، فمن قصد من الكل
التقوي على العبادة ، و من النكاح تحصين دينه ، و تطييب قلب أهله ، و
التوصل إلى ولد يعبد الله بعده ، أُثيب على ذلك كله ، و لا تحتقر شيئاً من
حركاتك و كلماتك ، و حاسب نفسك قبل أن تُحاسب ، و صحح نيتك قبل أن تفعل ما
تفعله ، و انظر في نيتك فيما تتركه أيضاً )) .



إننا
باستحضار نياتنا و إخلاصها لله تعالى نحفظ أوقاتنا و أعمالنا و أنفاسنا من
أن تضيع سدى ، و نحيا حياتنا بكل ما فيها من حركات و سكنات و خلجات في
سبيل الله ، و يبقى عداد الأجر يعد الحسنات ليس فقط حتى الممات ، بل و بعد
الممات أيضاً ، بما خلفناه وراءنا من أعمال صالحة و صدقات جارية أخلصنا
فيها نياتنا لله عز و جل . قال تعالى : ﴿ قُلْ إنَّ صَلاتي و نُسُكي و مَحْياي و مَماتي للهِ رَبِّ العـٰلمينَ ﴾..{ الأنعام : 162 }



فلنحرص على أن يذكر بعضنا البعض باستحضار النية و إخلاصها لله عز و جل ،
فإن الواحد منا قد يغفل أحياناً ، و إن الذكرى تنفع المؤمنين .



اللهم إليك يا من بيده أزمَّة القلوب نرغب في ثباتها ،
و عليك يا علام الغيوب نعتمد في تصحيح قصدها و إخلاص نياتها ...
اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.