اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
amr.aaa

اللحظات الساقطة !

Recommended Posts







إنما أعمارنا لحظات ,إذا ضمت إلى بعضها كان العمر كله , وإذا نقص منها شىء نقص من اعمارنا قدره




وكل لحظة تمر تنهي بعضه , وتقرب من نهايته , فتنقصه ولا تزيده , وتقرب من لقاء الحساب




على ما تخلل تلك من العمل..









واللحظات , لا يُقصد بها – كما قد يتصور بعض القراء – لحظات المعصية والذنب






فتلك لحظات يظهرحملها على جانب السيئات وظلم النفس , إنما المقصود بها






لحظات الغفلة !









فالغفلة لايعدها أكثرنا شيئا , وقد لا ينتبه أكثرنا إلى أثرها , وقد يغشى أحدنا معظم حياته رداء الغفلة





فلايرى نفسه مقصرا في شىء, إذ إنه – برؤيته – لايرتكب إثما , ولا يعلم المسكين أن غفلته في ذاتها




تقصير أي تقصير في حق الله سبحانه







فحق الله سبحانه أن يطاع فلا يعصى , ويذكر فلا ينسى , وأن يشكر فلا يكفر , ومن قصر في حق منها





فهوالمقصر بحق , وتلكم الحقوق هي ابسط ما يقدم له سبحانه الرحمن الرحيم ,




فإذا غفلناعن ذكره سبحانه وطاعته فقد غفلنا عن حقه عز وجل , فاستحققنا الحساب عليها ..







ولحظات الغفلة إذا طرحها الغافل من حياته لم يبق من حياته شىء يذكر إلا مجرد صراعات مع





الليل والنهار وسباقات نحو متاع زائل , ثم يفاجئه المرض فيقعده أو الموت فيسلمه !








وتظل لحظات الغفلة بالمرء حتى يلقى لحظة النهاية , فينظر حوله فلا يجد شيئا قد قدم , إلا تيها واسعا ,





وقليلا من عمل , وعندئذ تعلو صرخة الندم .. ولات حين مندم !








والقرآن حين يتكلم عن الغفلة:





- يصفها وصفا دقيقا جدا , فمع حركة الحياة , تدور الأيام , يوم بعد يوم ,




وتفوت الأعمار, ونحن غافلون عن دورانها , فالحساب يقترب , والميزان يعد , والصراط ينصب ,




وليس يشغلنا في حياتنا إلا المعاش والتصارع على الملذات ,




قال سبحانه :" اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون "







- كما يصف القرآن حال كثيرمن الناس , يهتمون كثيرا بشئون الحياة , ويغوصون في معانيها ,





ويعلمون عن أطرافها وظواهر معيشتها ما يظنون أنه كثير , غير أنهم يغفلون عن الآخرة ,




قال سبحانه:" يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون "







ولذلك أمر سبحانه بدوام التذكر ونهى عن الغفلة ,





فقال سبحانه :" واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودونالجهر بالقول في




الغدو والآصال ولا تكن من الغافلين "







فأمر بذكر الله ذاتيا ,بالقلب واللسان , متدبرا ذكره , متفهما لمعناه , متضرعا به لرضاه , خائفا من عذابه,





ولتفعل ذلك في كل وقت بقدر استطاعتك







بل قد نهى عن صحبة الغافلين , إذ الصحبة ناقلة للعدوى , ولئن صحبت غافلا فأنت على وشك السقوط





في حمأة الغفلة , قال سبحانه :" ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا "








وغفلتنا عادة تكون إيثاراللعاجلة على الباقية , واستئخارا للآخرة





" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى "




وتكون عادة حبا للراحة , وإيثارا للكسل , وقد تكون حبا في المتعة الجسدية أو النفسية ,




أو ولوعاً في اللهو المنسي المغفل , كما قد تكون من نسيان الذنب , والاغترار برحمة الله سبحانه ..







وقد تقع الغفلة من الطيبين ,نتيجة لكثرة أعمال الدنيا وكدها وجهدها , وقد رفع الله قدر أناس لايغفلون





عن ربهم برغم مشغوليات حياتهم وتجارتهم وبيعهم ومعاشهم ,




فقال سبحانه :" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ,




يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون




يوما تتقلب فيه القلوب والابصار "








فالصالحون يتذكرون الطاعات دوما ويخشون من الآثام في كل وقت وحين ,





فقد أخرج البخاري , لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ وابا موسى إلى اليمن




قال معاذ لأبي موسى كيف تقرأ القرآن قال قائما وقاعدا وعلى راحلتي وأتفوقه تفوقا قال أما أنا




فأنام وأقوم فأحتسب نومتي كماأحتسب قومتي ..








قال ابن حجر " إنه يطلب الثواب في الراحة كما يطلبها في التعب " ,





وقال ابن القيم " فلايتقلب في شىء إلا وفيه مرضاة ربه , وان كان من الافعال العادية قلبه عبادة بالنية"








يقول السعدي في تفسير قوله تعالى " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم





أنفسهم ..الآيات " :" وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه،




وأنه ينبغي له أن يتفقدها،فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب




الموصلةإليه، وإن رأى نفسه مقصرا في أمر من أوامر الله، بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه،




وإتقانه، ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره، فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة.








والحرمان كل الحرمان،





أن يغفل العبد عن هذا الأمر، ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه،




وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالح أنفسهم،




وأغفلهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرهم فرطا، فرجعوا بخسارةالدارين، وغبنوا غبنا، لا يمكنهم تداركه،




ولا يجبر كسره، لأنهم هم الفاسقون، الذين خرجوا عن طاعة ربهم وأوضعوا في معاصيه،




فهل يستوي من حافظ على تقوى الله ونظر لماقدم لغده، فاستحق جنات النعيم، والعيش السليم -




مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - ومن غفل عن ذكر الله،




ونسي حقوقه، فشقي في الدنيا، واستحق العذاب في الآخرة، فالأولون هم الفائزون، والآخرون هم الخاسرون.







ولما بين تعالى لعباده مابين، وأمرهم ونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبا لأن يبادروا





إلى ما دعاهم إليه وحثهم عليه، ولو كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي، فإن هذا القرآن




لو أنزله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله أي: لكمال تأثيره في القلوب،فإن مواعظ القرآن




أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها،




وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف،




ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد "








وعلاج الغفلة





محاسبة النفس دوما , والوقوف معها على التقصير في حق الله سبحانه




والصدق مع النفس في معرفة السقطات والهنات والمعايب ,




ثم صحبة الصالحين الذاكرين العابدين العالمين




مع تذكر الموت ولقاء الله سبحانه ..







أعاذنا الله وإياكم من الغفلَة وجعلنا من الذاكرين الشاكرين لله تعالى





أطيب الأوقات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كل الشكر والامتنان على هذا الطرح الرائع
بارك الله فيكم
معلومات قيمة ومفيدة
دائما التميزحليفكم في الانتقاء
سلمتم على روعة طرحكم
نترقب المزيد من جديدكم الرائع
دمتم ودام لنا روعه مواضيعكم
اخوكم انور ابو البصل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.