اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
mido mix

>>> نزهة فى بستان رمضان <<< يقدمة لكم الشيخ صالح الدلى فقط على منتديات نجوم الشرقية

Recommended Posts

[>>> نزهة فى بستان رمضان

[>>> نزهة فى بستان رمضان





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى لا إله غيره ولا رب سواه ، سبحانه أمر ألا نعبد إلا إياه ، أرسل إلينا خير خلقه ومصطفاه ، وأنزل عليه القرآن وعلّمّناه ، وحبانا من لدنه فضلا ما ابتدعناه ، قال (كنتم خير أمة ) وبجهلنا ضيعناه ، سبحانه لا مظهر لما أخفاه ، ولا مخفى لما أبداه ، خلق الجبل عظيما فأرساه ، وأنزل الماء ثجاجا وأجراه ،
سبحانه
خلق الجنين وحيدا فى بطن أمه فرعاه،
سبحانه
خلق الخلق من غير سابق مثال فهل من خالق إلا الله ؟ !!!!!
لا إله إلا الله
نحمده سبحانه علي وافر المن وكثير الإحسان ،
وندين له بالفضل على أن بلغنا رمضان ،
ونسأله سبحانه أن يجعلنا ممن عتق فيه من النيران ،
ونرجوه سبحانه أن يسبغ علينا رحمته بدخول الجنان ،
ونتضرع إليه سبحانه أن يدخلنا باب الريان ،
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيد المرسلين ،
وخاتم النبيين ، وإمام الصالحين،وقائد الغر الميامين ، وحبيب رب العالمين ،
سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )
ثم أما بعد
أخى فى الله أختى فى الله ، أيها الصائمون

تحيةإليكم من الله مباركة طيبة وبعد
إخوتاه
, إنى أدعوكم إلى نزهة قصيرة فى بستان رمضان
نستنشق عبيره ،
ونتعرض لنفحاته
، ونقتطف من خيراته ؛
إخوتاه ،
إنها نزهة للقلوب لتستريح من عناء الدنيا ،
ولتجلس تحت شجرات رمضان ،
تستظل بخيره ,
وتتزود من بره ،
وتضع عن عاتقها الدنيا بهمومها
, وغمومها
, وأوزارها ،
نزهتنا فى بستان مكتوب على بابه
{ شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } سورة البقرة آية – 185-
أحبتى فى الله ,
انظروا إلى حال الناس فى بستان رمضان فإنه حال والله عجيب ، فهاهى القلوب قد اقبلت على الله من جديد ، ها هى الدموع قد سالت على الوجنات ندماً على ما فات ، ها هى الأيدى قد رفعت إلي الله يتبعها البصر ويسبقهما القلب مناجياً متضرعاً إلى الله تعالى من جديد ،
أحبتى فى الله
ها هو رمضان
وقد بلغنا الله إياه يحمل إلينا الرحمات ،
ويزف إلينا البشريات ،
تكثر فيه النفحات ،
تفتح فيه أبواب الجنات ،
وتغفر فيه الذنوب والسيئات،
وتقال فيه العثرات ،
وتجاب فيه الدعوات ،
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الفالحين فى الحياة وبعد الممات .
فهيا إخوتنا نبدأ نزهتنا
وحتى لا تطول الرحلة ،
وتمل القلوب،
وتشرد الأذهان،
كان لزاماً علينا أن نحصى الشجرات الرمضانية التى سوف نقف عندها فى نزهتنا ، ألا وهى :-
1- الشجرة الأولى :- كنوز رمضانية .
2- الشجرة الثانية :- رمضان باب إلي الرحمن .
3- الشجرة الثالثة :- رمضان بين الفوز والخسران .
4- الشجرة الرابعة :- جدول المهام الرمضانية .
5- الشجرة الخامسة :- نتيجة التخرج من المدرسة الرمضانية .

فهيا أيها الصائمون نبدأ نزهتنا بادئين بأول شجرات بستان رمضان .
الشجرة الأولى : كنوز رمضانية
أحبتى فى الله ,
لقد خص الله الأمة بهذا الشهر الكريم المبارك
وملأه بالرحمات والنفحات
والمسلم الذكى الأريب يعتبر رمضان كنزاً ثميناً به ما هو أغلى من الذهب و اللؤلؤ والمرجان ،
كنزاً مليئاً بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران،
فإليك يامن تبحث عن كنز رمضان إليك بعض جواهره :-
1- الجوهرة الأولى : مغفرة جميع الذنوب السابقة .
أخى الحبيب ,
لك أن تتخيل حجم ذنوبك السابقة كبيرها وصغيرها كثيرها وقليلها ,
أختى الكريمة ,
لك أن تتخيلي حجم ذنوبك السابقة من تفريط وإهمال وتضييع لحق الله عليك ,
كل هذه الذنوب من الممكن أن تمحى كأن لم تكن !!!!
نعم لا تعجب أخى الحبيب فإنه من الممكن أن تخرج من رمضان بصحيفة ناصعة خالية من سواد الذنوب . إقرأ حديث نبيك صلى الله عليه وسلم الذى ورد فى الصحيحين من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه سلم" قال "من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " " متفق عليه "
الله أكبر .... لمجرد أن تصوم رمضان مؤمناً بالله محتسباً الأجر والثواب عنده وحده فإذا بجميع ذنوبك الماضية قد غفرت
بل ويأبى الله تعالى إلا أن يزيد من فضله ومغفرته فى رمضان ,
فلعلمه سبحانه أن الكثير من الناس لايسلم صيامهم من نقص يخل بشرط المغفرة ,
أعطاهم الله تعالى من فضله وكرمه فرصة أخري لمغفرة الذنوب ,
ألا وهي:-
قيام رمضان
كما ورد فى الصحيحين أيضا من حديث أبى هريرة كذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ) من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ( " متفق عليه "
والله ما أرحم الله بنا ,
وما أرأفه علينا ,
علم بضعفنا ,
وكثرة ذنوبنا ,
فأسبغ علينا فى رمضان رحماته
فإلى من عصى الله عشرين سنة أو أربعين أو ستين
أكثر أو أقل كل ما مضى من ذنوبك من الممكن أن تمحى كأن لم تكن بمجرد أن تقوم رمضان ايمانا واحتسابا ,
ليس هذا فحسب بل من الممكن أن يغفر الله لك كل ما مضى من ذنوبك بمجرد أن تقوم ليلة واحدة
ألا وهى:-
ليلة القدر
فلقد ورد فى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال( من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) " متفق عليه"
الله اكبر,
كم أفاض الله علينا من خيره ونشر علينا من رحماته
فها هى المغفرة يعرضها الله تعالى علينا بأسعار سهلة يسيرة :
صــــــــــــــــــيام + ايمان واحتساب = مغفرة جميع الذنوب الماضية .
قيام رمضان كله + ايمان واحتساب = مغفرة جميع الذنوب الماضية .
قيام ليلة القــدر + ايمان واحتساب = مغفرة جميع الذنوب الماضية .

أيها الأخ الحبيب ,
والله كأن الله تعالى يسهل لك جميع الطرق المؤدية إلى الجنة
فلماذا نضيع هذه الفرص السهلة اليسيرة التى إذا إغتنمناها خرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا .
فهيا يا باغى الخير أقبل ،
ياصاحب الأوزار أقبل
مرغ جبينك فى الأرض ذلا لخالقك
ابك بين يديه...... تضرع إليه..... راجيا أن يجعلك من المقبولين فى رمضان ، أن يجعلك ممن رزقوا الإخلاص فمنحوا القبول ،
اسأله أن يجعلك ممن غفرت لهم ذنوبهم الماضية وإن كانت مثل زبد البحر ،
إخوة الإسلام والإيمان ،
أخى الصائم إياك إياك أن تكون ممن ضيع رمضان فإنه والله لا يعوض ,
ولا تكن من الخاسرين النادمين الذين مر عليهم رمضان فما أخذوا منه إلا الجوع والعطش
ما تعرضوا لنفحاته
وما كانوا من أهل رحماته
فندموا حين لاينفع الندم
وتحسروا حين لاتنفع الحسرة ،
نعوذ بالله أن نكون منهم .

1. الجوهرة الثانية:- مضاعفة الأجور فى رمضان
وهذاهو النوع الثانى من جواهر كنوز رمضان
أخى فى الله
إن الله يضاعف الأجر لعباده فى رمضان
وينمى لهم الأجر والثواب ،
فرمضان بحق هو أعظم " أوكازيون للطاعات"
لمن أراد تحصيل الأجور وجمع الحسنات
إستعداداً لدخول الجنات ،
نعم أخوة ألاسلام والايمان
فلقد جعل الله مضاعفة الأجور في رمضان في أكثر من صورة
منها :-
الصورة الأولى_
أن الله تعالي نسب الصيام إلي نفسه من دون سائر العبادات
وتعهد هو بإجزال المثوبة عليه
كما ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال( قال الله تعالي كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأناأجزى به 000000الحديث ) " متفق عليه"
لك أن تتخيل أخي الكريم
أن الذى سيجازيك على صومك هو الملك سبحانه
فأى عطاء سيعطيك الله إياه ؟
وأى جزاء سيجازيك الله به ؟ !!!!!!!!!!
الصورة الثانية_
من صور مضاعفة الأجور فى رمضان
هى ليلة القدر،
نعم إخوتاه هي ليلة واحدة ولكنها ليست كأى ليلة،
إنها ليلة هي خير من ألف شهر
كما قال ربنا تبارك وتعالى " ليلة القدر خير من ألف شهر " القدر(3) نعم إخوتاه
إنها تزيد فى الأجر على ثلاث وثمانين سنة وثلث .
الله أكبر ، هلموا أيها الأخوة الأفاضل
وانظروا عظيم فضل الله علينا
فها نحن أمة قصرت أعمارها
وقلت أعمالها
فأكرمها ربها بليلة تعدل الميزان
فإنها ليلة من صلى لله فيها فكأنما صلي أكثر من ( 84عاما ) دون إنقطاع ، ومن تلى القرآن لله فيها فكأنما ظل يتلو القرآن أكثر من (84عاما ) دون إنقطاع ومن بكى لله فيها فكأنما بكى لله أكثر من ( 84عاما ) دون إنقطاع ،
فأي فضل هذا الفضل
وأي كرم يعادل كرم الله تعالى
عمل ليلة واحدة يعادل ماهو خير من أربعة وثمانين عاما
فيا خسارة من ضيع هذه الليلة
ويا فوز من وافقها
فنسأل الله ان نكون من الفائزين .
الصورة الثالثة_
تنمية العمل وإجزال الثواب عليه ،
وهذه هي الصورة الثالثة من صور مضاعفة الأجور فى رمضان
فإن الله تعالى جعل بعض الأعمال فى رمضان تساوي أجر ما هو أعظم منها بكثير
فمثلا من إعتمر عمرة فى رمضان فأجره كمن حج مع النبى صلى الله عليه وسلم
كما ورد فى الصحيحين من حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلي الله عليه وسلم قال
" عمرة فى رمضان تعدل حجة أو حجة معى " " متفق عليه "
والله إن فضل الله عظيم ما أعظمه
لمجرد أن تعتمرعمرة عادية غير أنها فى رمضان إذا بك تجد فى صحيفة حسناتك يوم القيامة كأنك حججت ومع من ؟
مع النبى صلي الله عليه وسلم
فهنيئا لمن إغتنم هذه الفرصة
وياخسارة من فرط .

2- الجوهرة الثالثة : اجابة الدعاء فى رمضان .
أحبتى فى الله
كم ألمت بالأمة من أزمات
وكم حاق بها من محن
لن ترفع إلا بالدعاء ،
كم ألمت بأبداننا من أمراض حار فيها الأطباء
لن تشفي إلا بالدعاء ،
كم طوقت حياتنا من مشاكل
لا حل لها إلا الدعاء ،
وكم ندعوا ليلاً ونهاراً
وكم بحت أصواتنا بالدعاء
ولكن لا نجد أثراً للإجابة
إذاً فنحن فى حاجة إلى دعوة مستجابة
نعم ما أحوجنا إليها
وها هو رمضان قد جاءنا ومعه هذه الفرصة على طبق من ذهب
فإن للصائم دعوة لا ترد
كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى صححه الألبانى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
{ ثلاث دعوات لاترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر } " صحيح "
فيا أخى الكريم
ها هو رمضان قد جاءك بفرصة عظيمة على طبق من ذهب
ألا وهى إستجابة دعائك
فما عليك إلا أن تدعو الله تبارك وتعالى
فهيا أخى الكريم أما سمعت قول الله تبارك وتعالى
" وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "
فهيا أقبل وكن من الداعين حتى يستجيب الله لك ،
مرغ جبينك فى الأرض ذلاً لخالقك ،
إبك بين يديه ،
اعترف بذنوبك
قل يارب ,
أنا العـبد الذى كــسب الذنـوبا
وصدته الأمانى أن يتوبا أنا العبد الذى أضـــحى حـزينا
على ذلاته فزعا كـــــئيبا
أنا العبد المسىء عصيت سراً
فمالى الآن لا أبدى النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عـمرى
فلم أرعى الشبيبة والمشيبا
أنا العــبد السقيم من الخـطايا
وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
وياخـجلاه من قبح اكتســـابى
إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وياحزناه من حشرى ونشرى
بيوم يجعل الولدان شيبا
ويــا خـوفاه مـن نــار تلــظـى
إذا زفرت وأفزعت القلوبا
أخى فأقلع وتب واجـهـد فإنــا
رأينا كل مجتهد مصيبا
وقل أنا العبد الفقير ظلمت نفسى
وقد وافيت بابكم منيبا
وقل أنا المقطوع فارحمنى وصلنى
ويـسر منك لى فرجا قريبـا
وقل أنا المضطر أرجو منك عفواً
ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
أخى فى الله
أقبل على الله..... وأطلق سهام الليل التى هى الدعاء......
علك تصيب بها كبد الإجابة
فيالها من فرصة عظيمة لايفرط فيها إلا خاسر
.نعوذ بالله أن نكون من الخاسرين.

3- الجوهرة الرابعة :- الفرح فى رمضان 0
حقا والله إنها لجوهرة ثمينة
فلكم اشتاقت قلوبنا إلى أن تذوق طعم الفرح من جديد ،
إخوة الإسلام والإيمان
لقد ملئ الهم قلوبنا وصار الحزن والضيق هما رفيقى القلب اللذين لايفارقانه قط
ولكن قلوبنا كم تهفوا إلى مفارقة الحزن والضيق
كم تهفو بصدق إلى فرحة تضيئ لها الطريق
فرحة تضيىء ظلمتها من جديد ،
أخى ترى أين نجد الفرح ؟
هاهو رمضان قد جاء للمسلمين ضيفاً كريماً يحمل إليهم الفرحة ،
لا..لا..إنها ليست فرحة واحدة
بل فرحتان
كما ورد فى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل"................ للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقى ربه فرح بصومه " متفق عليه
فياأيها الباحثون عن السعادة والفرح
هلموا إلي الفرح مع رمضان إنها فرحتان ،
فرحة دنيوية تفرحها عند فطرك
سببها أن الله تعالي وفقك لصيام هذا اليوم
تجدها بحق عندما تستشعر أن الله تعالى رزقك الصبر ومنحك الأجر ،
وفرحة أخري هى أعظم من سابقتها
لأنها فرحة أخروية دائمة
يجدها الصائم عند لقاء الله تعالى
عندما يرى جزاء صومه
عندما ينادى عليه من باب الريان فى الجنة
هذا الباب الذى أعده الله تعالى لعباده الصائمين
كما ورد فى الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
" إن فى الجنة باباًُ يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ،
يقال أين الصائمون ؟
فيقومون لايدخل منه أحد غيرهم
، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " متفق عليه
إخوتاه ،
أيها الصائمون
انظروا إلى نعم الله التى أسبغها على عباده الصائمين ،
إنه أدخلهم الجنة مع أصحاب الجنة
ثم إختصهم بأمر دون غيرهم ،
إنهم وجدوا باباً فى الجنة اسمه باب الريان به نعيم مضاعف ،
وخير كثير ،
إذ بالناس يجتمعون عليه كل يرنو أن يكون ممن يدخل باب الريان
ولكن إذ بمناد علي باب الريان ينادى قائلا
(أين الصائمون )؟
فيقومون ويدخلون ولا يسمح لغيرهم بالدخول
فيقصر خيره عليهم ،
يالها من فرحة لاتدانيها فرحة ،
فيا إخوة الإسلام والإيمان
أيها الصائمون والصائمات
إياكم أن تكونوا ممن حرم الفرح الذى جاء به رمضان
فمن حرمه بحق فهو المحروم
نعوذ بالله أن نكون من المحرومين . آمين
{أحبتى فى الله انتهت استراحتنا تحت أول شجرات فى بستان رمضان }
فهيا أخى المبارك...اجمع شتات قلبك...وجدد نشاطك وجهدك... وأعرنى قلبك وبصرك... وانتبه يارعاك الله...فالأن سنستأنف نزهتنا ..فإلى الشجرة التالية
الشجرة الثانية : رمضان باب إلي الرحمن
إخوتاه
هيا نتظلل معاً تحت ثانى أشجار بستان رمضان ،
أحبتى فى الله
هذه الشجرة من أهم أشجار بستان رمضان ،
ولم لا وهى شجرة الأمل ،
شجرة الطريق إلى الله ومن ثم الجنة
,شجرة الأمل فى ترك المعاصى ،
فى هجر طريق العاصيين وسلوك دروب الطائعين ،
نعم إخوتاه
فإن رمضان ينادى على أهل المعاصي جميعا قائلاً
:هلموا إلى الله هلموا إلى الجنة ،:
ولكن لايخفى على أحد ما نراه من تكاسل العصاة عن التوبة وبعدهم عن الله تبارك وتعالى .
ولو نظرنا إلى حال العصاة وأسباب بعدهم عن الله لوجدنا أن هناك ثلاث عقبات فى طريقهم إلى الله
كلما أراد العصاة أن يسلكوا الطريق إلى ربهم تائبين مستغفرين وجدوا أمامهم هذه العراقيل تحول بينهم وبين الوصول إلي رضى الله والجنة
فجاء رمضان يذلل تلك العقبات
ويقيل من طريقهم العثرات
فلنلق نظرة على هذه العقبات وماذا فعل بها رمضان ،
إخوة الإسلام والإيمان
لو سألنا عاصياً لماذا لا تتوب؟ لقال هناك أسباب تحول بينى وبين التوبة ومن هذه الأسباب مايلى :-
أ‌- الشيطان ,
نعم إنه هذا العدو المبين يظل يزين المعصية
ويخذّل عن الطاعة
ويثير الشهوة
ويصد العبد عن ربه بكل ما أوتى من قوة
فهو يعمل جاهداً على عدم وصول العبد إلى ربه ،
فأنّى للعصاة أن يتوبوا بجوار كيد إبليس اللعين ،
وهذه أول عقبة فى الطريق إلى الله ،
فإذ برمضان يأتى ليزيل هذه العقبة من طريق التائبين ،
نعم فلقد أخبرنا نبينا صلي الله عليه وسلم
كما ورد فى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين " متفق عليه
الله أكبر ،
ها هو رمضان يقيل أول عثرة من طريق التائبين
للوصول إلى رب العالمين
فهاهو الشيطان قد غلل وحجب ومنعك الله من شره
فلماذا لا تقبل على الله فى رمضان
يامن كنت تتحجج بمكائد الشيطان
لماذا لاتقبل على الله وأنت تعلم أنك صرت الآن حراً طليقا من قيد الشيطان ؟!!!!

2- العقبة الثانية هى اليأس بسبب كثرة الذنوب ؛
نعم إخوتاه
فإن كثيراً من الناس لايقبلون على التوبة بحجة أن معاصيهم كثيرة
وأن أوزارهم ثقيلة
فإذا برمضان يأتى ليبدد هذه العقبة من الطريق إلى الرحمن ،
كيف ذلك ؟
بأن يقدم للعصاة فرصاً عديدة إن اغتـنموها غفرت لهم جميع ذنوبهم وإن كانت مثل زبد البحر ،
ومن هذه الفرص ما ذكرناه آنفا عند الشجرة الأولى فى نزهتنا فى بستان رمضان ، فمثلا من صام رمضان أو قامه ايماناً واحتساباً عفر له ما تقدم من ذنبه
وكذلك من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفرله ما تقدم من ذنبه ,
وغيرها من الفرص التى ذلل بها رمضان هذه العقبة الثانية فى الطريق إلى الرحمن
حيث يخرج العبد من رمضان فارغ الوفاض من الذنوب
خالي الظهر من الأوزار
يخرج وقد ذلل رمضان حجرعثرة كان يحول بينه وبين الله تعالى
آلا وهو ذنوبه وأوزاره ،
إذاً فلقد ذلل رمضان عقبتين كانتا تحولان بين العبد وبين ربه
وبقيت واحدة آلا وهى ،
4- إلف المعصية وإدمانها ،
وهذه من أشد العقبات وأقوي العثرات
حيث أن العصاة قد اعتادوا وأدمنوا المعصية حتى صار العاصى أسيراً لمعصيته ، فالمدخن مثلاً
يحاول جاهداً أن يترك التدخين لكنه لايستطيع ،
يخبره الأطباء أنه إن ظل على تدخينه سيموت
فيحاول أن يترك قاتله ( التدخين ) لكنه لايستطيع ،
أتدرون لماذا ؟
لأنه صار اسيراً لمعصيته ،
اعتادها فلا يستطيع تركها ،
فإذ برمضان من جديد يمد يد العون
ويخلص الأسير من قيده
ويزيل ثالث العثرات ,
ويمحو آخر العراقيل ،
أتدرون كيف ذلك ؟
بأن يعودهم رمضان علي الطاعة
ويمرنهم على ترك المعصية ،
فإن رمضان إذا جاء ملأ الواقع بالطاعات ونقى الجو من المعاصى ،
فتري الإ نسان يعيش يومه فى رمضان متقلباً بين أنواع الطاعات
مابين صيام
وقراءة قرآن
وقيام وتهجد
وإعتكاف
وزكاة وصدقة ,
وكذلك فإن رمضان كما عودنا على الطاعة إذ به يعودنا علي ترك المعصية
لأن الصائم يمتنع فى رمضان عن الحلال والحرام معاً
فكما أن المدخن عند صيامه امتنع عن الطعام والشراب امتنع أيضا عن التدخين وغيره من المحرمات
من طلوع فجر يوم رمضان حتى غروب شمسه ،
فلو عزم التوبة بصدق لاغتنم هذه الفرصة التى أعطاها له رمضان وأتم إمساكه عن الحرام؛
وإنى أتسائل أوليس الذى جعلك تترك الحلال الطيب لله
أحرى بأن يجعلك تترك الحرام الخبيث لله ؟!!!!
أوليس الذى أمرك بترك الحلال فى رمضان فأطعته
هوهو الذى أمرك بترك الحرام فى رمضان وفى غيره ؟ !!!!!!
إخوة الإسلام والايمان ،
يامن تريدون التوبة
يامن جربتم أن تسلكوا طريق الرحمن
فحالت دونكم ودون الوصول إلى الله هذه العقبات
( شيطان ، أوزار ثقيلة ، تعود على المعصية )
ها هو رمضان قد أزاح هذه العقبات
وذلل تلك العثرات
وفتح الطريق بينكم وبين ربكم
فماذا تنتظرون ؟
أخى فى الله
لماذا لم تقبل على ربك ؟
لماذا لم تسلك طريق التائبين ؟
ماحجتك فى هذا التكاسل والخذلان ؟
لماذا لا تغتنم فرصة رمضان
هل تضمن لنفسك أن تكون من أهل رمضان القادم ؟!!!!!!!
فكم من أناس شهدوا معنا رمضان السابق أين هم الآن ؟
لقد فارقوا الحياة
فهم الآن ما أحوجهم إلى يوم من رمضان ،
فهل تضمن لنفسك أن تكون ممن سيشهد رمضان القادم ؟
هل تضمن أن يطول عمرك حتى تتوب فى رمضان المقبل ؟
هذا سؤال ليعرضه كل منا على نفسه ولير ما هى الإجابة ،
نسأل الله تعالى أن نكون ممن تابوا فى رمضان ،
تابوا عن ترك الصلاة ،
تابوا عن الغيبة والنميمة ،
تابوا عن النظر إلى ما حرم الله ،
تابوا عن سماع الغناء ،
تابوا عن التدخين ،
تابوا عن كل ماحرم الله ،
آمين آمين يارب العالمين .
(إخوة الإسلام والايمان ها نحن قد إنتهت استراحتـنا تحت ثانى أشجار بستان رمضان )
{ ما رأيكم ـ دام فضلكم ـ أن ننتقل سريعا إلي الشجرة الثالثة }
الشجرة الثالثة \ رمضان بين الفوز والخسران .
أحبتى فى الله ,
بعد أن تـنعمنا بهدوء ورا حة
وظل وارف تحت الشجرتين السابقتين
آن لنا الأن أن نرى شيئا من واقع الناس فى رمضان,
ولا يخفى على أحد أن كثيراً من الناس لايعد لرمضان

عدته ولا يعطيه ما يستحق ؛
وكذلك ترى على الناحية الأخرى أناساً انتظروا رمضان بفارغ صبر ؛
علموا شرفه وفضله فأعدوا له مايستحق ؛
إذاً فقد انقسم الناس فى رمضان إلى قسمين لم يستويا فى الاستعداد لرمضان ولا فى اغتنام رمضان ؛
كذلك أيضا لم يستويا فى الأجر والثواب؛
أو إن شئت فقل أن الناس بالنسبة لرمضان انقسموا إلى قسمين هما:-

1- قسم رابح فالح فاز فوزاً عظيماً .
2- قسم خاسر خائب خسر خسراناً مبيناً .
فرمضان سوق يربح فيه البعض ويخسر فيه الكثير...
فهيا أخى ننظر نظرة عن قرب إلى حال الناس فى سوق رمضان
{ سوق رمضان }
أحبتى فى الله ،
إن رمضان سوق كأى سوق ،
سوق نصب وعما قريب سينفض ،
سينفض هذا السوق والناس ما بين رابح وخاسر ،
ما بين سعيد وحزين ،
سوق للطاعات عرضت فيه السلع ؛
ورفعت فيه الأجور ؛
نعم إخوتاه
فإن سلعة رمضان هى جنة االرحمن
ورحمة الله وفضل الله
وباب الريان ،
أما الأثمان فهى طاعة الله تبارك وتعالى ؛
من صيام وقيام
وإعتكاف وتلاوة قرآن
وتصدق وزكاة
وغير ذلك من الطاعات ،
والله إنها لصفقة رابحة؛
فبمجرد أن تدفع الطاعة ثمناً
إذ بك تحصل على الجنة أجراً !!!!!!!!!!!
فهل من مشمر ؟
إخوتاه
ها هو رمضان سوقه قد نصب
وإذ بمنادٍ على باب السوق ينادى
{ يابغى الخير أقبل وياباغى الشرأقصر}
ياترى من أي النوعين أنت ؟
أسأل الله أن نكون من ابتغى الخير
ونودى عليهم.. يابغاة الخير.
إخوتاه
إذا انفض السوق ونفذت البضائع تجد من الناس من ربح ومنهم من خسر ،
فهيا نعرف ماذا فعل الرابحون لنقتدى بهم فنفلح مثلهم ،
وكذلك نطلع على فعل الخاسرين حتى لا نفعل فعلهم ولانخسر مثلهم .

{ ركب الفائزين }
أحبتى فى الله ،
هلموا معى لنلحق بركب الفائزين فى رمضان ،
إن هؤلاء الفائزين أناس اغتـنموا رمضان وتعرضوا لنفحاته ،
تراهم بالنهار صائمين ،
للقرآن يقرؤن ، بالدعاء لله يجأرون ،
عن كل معصية يبتعدون ،
تراهم بالليل قائمين ،
ساجدين ،
راكعين ،
من خشية الله باكين ؛
صاموا عن كل ما حرم الله رب العالمين؛
فالبطن صام عن الشراب والطعام ،
والفرج صام عن الزنا وما إلى ذلك من حرام ،
والعين صامت عن النظر إلى المحرمات
وعن تفحص العورات
وعن مشاهدة الأفلام والمسلسلات؛
واللسان صام عن الغيبة والنميمة
والسب والبذاءة وغيرها من المحرمات ،
حتى قلوبهم صامت عن الانشغال بغير ما يرضى الله ،
صاموا النهار ايماناً واحتساباً،
قاموا الليل ايماناً واحتساباً ،
أطاعوا الله ايماناً واحتساباً ،
إنهم علموا فضل رمضان فحافظوا عليه
ولم يضيعوه بكل تافه وساقط ،
تراهم إذا جاء الثلث الأخير من الليل
وقتما ينزل الملك سبحانه إلى سماء الدنيا - نزولاً يليق بذاته وجلاله- يجدهم ربنا تبارك وتعالى فى معسكر الطائعين ؛
خاشعين ؛
خاضعين ؛
ساجدين بين يدى الله رب العالمين؛
فنظر إليهم ... ورضى عنهم ... وأعتقهم من ناره ...
وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ،
فإذ بوجوهم قد استـنارت ،
وإذ بقلوبهم قد ملئت بخشية الله ومحبته ،
وإذ بنواصيهم قد حولها الله إليه وصرفها عن غيره؛
فصارت العبادة لهم لذة وسعادة ،
وصارت قرة أعينهم فى طاعة الله ،
هذا فى الدنيا ،
وأما فى الأخرة فقد أعد الله لهم عظيم الجزاء ووافر الثواب؛
نعم إخوتاه
فقد أعد لهم جنته التى غرس كرامتها بيده؛
وخصص لهم فيها باب الريان لا يدخل منه أحد غيرهم ،
وأسبغ عليهم رضاه فلا يسخط عليهم أبداً ،
وآتاهم من كل ما يسألون ويشتهون ،
فهنيئا لهم
منحوا رضا الله وجنته
والنظر إلى وجهه الكريم ،
نالوا صحبة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى الجنة ؛
فيا له من ربح عظيم لا يدانيه ربح
وياله من فلاح نالوه برحمة ربهم ؛
فنسأل الله أن نكون منهم وأن نلحق بركبهم ....
أمين أمين يارب العالمين.
صدق فيهم قول القائل : -

أناس ذللوا سبل المعالى
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا جن المساء فلا تراهم
مـن الإشــفــاق إلا سـاجـديــنا
أناس لم تحطمهم ليال
ولم يسلموا إلى الخصم العرينا
وماسمعوا الأغانى مائعات
ولـكـن الـعـلا صـيـغـت لحونا كذلك خرج الإسلام قومى
شباباًمخلصاً حرا ً أمـينا
وعلمه رضا الرحمن كيف يؤتى
ففازبــه دنيا ودينا


{ ركب الخاسرين}
أحبتى فى الله ،
نعوذ بالله أن نكون من هذا الركب الخاسر ؛
ولكن حتى لانكون منهم لابد أن ننظرفى فعلهم حتى لانفعل مثلهم
وإليك بعض صفاتهم ،
إنهم أناس غفلوا فى شعبان فما استعدوا لرمضان ،
وناموا فى رمضان وما عبدوا الرحمن ،
تراهم فى رمضان بالنهار نائمين ؛
وبالليل في لعبهم ولهوهم منغمسين ،
نعم هم صاموا بالنهار
ولكن أى صيام هذا الذى صاموه ؟
إنهم جوعوا أنفسهم وأظمأوها ،
صامت بطونهم وفروجهم فقط
أما باقى جوارحهم فما عرفت للصيام طريقاً ،
فهاهي العين تنظرإلي العورات
وتـنتهك الحرمات ،
والغيبة والنميمة ما فارقت اللسان ؛
والغناء مافارق الآذان ،
تكاسلوا عن الصلوات
وناموا عن الطاعات ،
فأغضبوا رب الأرض والسماوات ،
حالهم والله حال عجيبة ،
وضمائرهم بائسة كئيبة ،
بعضم تراه طوال النهار صائما عن الحلال
وإذا أذن للمغرب يفطر على الحرام ،
فهذا يفطر على سيجارة؛
والآخر لايحلو له الإفطار إلا أمام التلفاز
يقلب عينيه فيما حرم الله
ويشغل عن صلاة المغرب بسب الفوازير وغيرها ،
- نعم هم قاموا الليل
لكن ليس بين يدى الله تعالى إنما قاموا بين يدى هبل العصر( التلفاز )
هذا الشيطان الجاسم على قلوبنا ،
الذى اخترق كل بيوتنا
إلا ما رحم ربنا ،
قاموا أمامه يتقلبون بين قنواته ... ما بين فيلم ماجن ... أو مسلسل تافه ...أو أغنية ضالة ،
تعلقت قلوبهم بكل تافه وساقط ؛
فضلوا الطريق إلي الله تعالى
والله لقد خسروا الدنيا والأخرة وذلك هو الخسران المبين ،
نعم خسروا الدنيا
فتراهم لم يشاركوا الصائمين لذتهم بصيامهم ،
ولم يقاسموا القائمين فرحتهم بقيامهم ،
اسودت وجوههم
وطمس على قلوبهم ،
وحق عليهم دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم بإرغام إنوفهم
وتمريغها فى الوحل والطين والتراب
كما جاء فى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
( رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له ) رواه أصحاب السنن"صحيح"
فهل تجد خسارة أعظم من أن يدعو النبى صلى الله عليه وسلم عليك بالإذلال والهوان وإرغام أنفك فى التراب ؟!!!!!!
- نعم خسروا الأخرة ،
خسروا جنة الله ،
خسروا رحمة الله ،
خسروا باب الريان ،
حرموا لذة الفرح بصيامهم عند لقاء ربهم ،
خرجوا من رمضان بجوع وعطش وأوزار
وصدق فيهم قول نبينا صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الطبرانى وصححه الألبانى من حديث ابن عمر رضى الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال { رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر }
فنعوذ بالله تعالى ان نكون من ركب الخاسرين ..........آمين
....هـمـسـة ....
أخى فى الله ، اختى فى الله ،
إنى أهمس فى أذن كل مسلم همسة محب ،
همسة أقول فيها؛
حبيبى فى الله لماذا تكون من ركب الخاسرين ؟
لماذا لاتلحق بركب الفائزين ؟
أولست مؤمنا برب العالمين ؟!!!!!!
فلماالتخاذل ، ولماالتكاسل ؟
أخى فى الله إنى أناديك أهمس فى أذنك؛
عد إلى الله الآن حراً
قبل أن تعود إليه فى الأكفان مغللاً ...
عد إلى الله الآن حياً
قبل أن تعود إليه غداً ميتاً ...
عد إلى الله الآن طوعاً
قبل أن تعود إليه غداً مكرهاً....
عد إلى الله مصلياً
قبل أن تعود إليه مصلاً عليك ...
أخى بادر قبل أن تبادر ...
تب قبل أن تموت...
وعندها لاتنفع العبرات...
ولاينفع الباكين سيول الدمع على الوجنات ...
فنعوذ بالله أن نكون من الخاسرين .

[ إخوتاه ها نحن قد انتهت إستراحتنا تحت الشجرة الثالثة من أشجار بستان رمضان ]


هيا أيها الصائمون الأفاضل... التقطوا أنفاسكم ... واقدحوا زناد هممكم...حتى ننطلق مسرعين إلة الشجرة التالية



الشجرة الرابعة : جدول المهام الرمضانية

إخوة الإسلام والإيمان ،
تعالوا معاً نقتطف بعض ثمار هذه الشجرة الرمضانية
والله إنها لمن الأهمية بمكان ،
حيث إنها شجرة تحدثنا عما يجب علينا فعله فى رمضان حتى نلحق بركب الفائزين .
إخوتاه
مادام رمضان بهذه الأهمية والفضل العظيم
فلا بد لنا من اغتنامه
وحتى يتثنى لنا ذلك لابدأن نعد له بنوداً من الطاعة نلزم أنفسنا بفعلها مستعينين بالله أولاً؛
فإن الواحد منا إذا أقبل على أمر يشغله أعد له جدولاً يضع فيه ما من شـأنه أن يبلغه مراده من هذا الأمر ؛
ومن الأمور التى لابد أن توضع فى جدول المهام الرمضانية
ما يلى:-
1 – القرآن فى رمضان .......
أخى فى الله أختى فى الله ,
إن أول ما يجب علينا أن نقبل عليه فى رمضان ونكثر من فعله هو القرآن الكريم
ولم لا ورمضان هو شهر القرآن قال تعالى
( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن........... )
وما دام رمضان هو شهر القرآن فلابد لنا أن نقبل على القرآن فى رمضان ,
قراءةً .... وسماعاً .... وتدبراً .... وعملاً .... وتحاكماً.... وتداوياً
ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يراجع مع جبريل القرآن كل عام فى رمضان ، ويدارسه اياه
ويخصص جل رمضان لمدارسة القرآن
كما ورد فى الصحيحين من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال
" كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أجود الناس ، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه فى كل ليلة من رمضان
فيدارسه القرآن ،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) متفق عليه
الله أكبر....
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو كان يكثر من القرآن فى رمضان
وكان يخصص له رمضان يراجعه فيه فماذا نفعل نحن ؟
لابد أن نكثر من قراءة القرآن فى رمضان فى الصلاة وخارجها؛
وبلغ من حرص سلفنا الصالح على القرآن فى رمضان أنهم كانوا يخصصون جل رمضان له؛
حتى ورد أن
الزهرى رضى الله عنه وأرضاه كان يقول ( إذا دخل رمضان فإنما هو لقراءة القرآن وإطعام الطعام ) ،
وكان إمام دار الهجرة
الإمام مالك رحمه الله إذا دخل عليه رمضان فرغ جل وقته لقراءة القرآن وترك قراءة الحديث النبوي الشريف ،
وكان للسلف مع القرآن فى رمضان أحوال عجيبة ،
فمنهم من كان يختم القرآن فى رمضان كل ثلاث ليال ،
فكم مرة ستقرأ القرآن فى رمضان؟؟
إن كان صحابة النبى ومن تبعهم من الأخيار الأطهار كانوا يختمونه عشر مرات فى رمضان رغم ما معهم من الفضل والأجر
, فكم مرة ستختمه أنت مع ما معك من الذنوب والأوزا ر ؟؟!!!!!!
إخوتاه
قراءة القرآن كلها خير فى رمضان وفى غير رمضان ؛
ولقد ورد فى الحديث الذى رواه الترميذى وصححه الألبانى أن ابن مسعود رضى الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها
فلا أقول (الم) حرف
ولكن "الف " حرف
و"لام" حرف
و"ميم" حرف )
فيا إخوة الإسلام والإيمان
لماذا نترك كل هذه الحسنات ؟
هل نحن فى غنى عنها ؟
هل أخذنا صكاً بالغفران والعتق من النيران ؟
هل ضمنا الجنة فصارت الحسنات لاتهمنا فى شىء ؟
أم ماذا ؟!!!!
أحبتى فى الله
لنعقد النية من الآن
كم مرة سنختم القرآن فى رمضان
قل لنفسك سأختم القرآن إن شاء الله فى رمضان(....... كذا) مرة ،
ولو مرة واحدة
لأنه لا يصح أن تخرج من رمضان شهر القرآن دون أن تختم فيه القرآن حتى ولو مرة ،
ونعوذ بالله أن نكون من الهاجرين للقرآن فى رمضان وفى غير رمضان ... آمين...آمين ...آمين
2- القيام فى رمضان ....
أخى الحبيب إن القيام فى رمضان لمن أجل القربات
وأعظم الطاعات؛
وبها يزيد العبد من ربه قرباً
وعن الشيطان بعداً ،
وبه تغفر الذنوب ،
وتقال العثرات،
وتمحى الذلات ,
وهو دأب الصالحين ؛
وشرف المؤمنين ؛
وقرة عين المحبين لله رب العالمين ؛
بل ولقد أعد الله تعالى للقائمين أجراًعظيماً
قال تعالى فى محكم التـنزيل حاكياً عنهم
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً) السجدة
الله أكبر ،
انظر إلى عظم جزاء القائمين؛
يكفيهم فرحاً وبشارة أن الله تعالى أخفى لهم ما تقر به عيونهم
فلا يعلمه أحد من خلقه؛
وهذا إن دل فإنما يدل على جزاء عظيم أعده لهم ربهم الكريم ،
ولاعجب
فلقد جرت حكمة الله تعالى على أن الجزاء من جنس العمل
فها هم لما قاموا بالليل بين يدى الله تعالى يخفون عبادتهم عن أعين الناس خلوا بربهم
تركوا لذة نومهم
و دفء فراشهم
يخفون كل ذلك لربهم ،
فأخفى الله لهم ما تقر به عيونهم ،
وبالقيام خاصة قيام رمضان
يغفر ما مضى من ذنوب
كما ورد فى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال
" من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " " متفق عليه "
فيا أيها الأخوة الكرام
لاتضيعوا هذه الفرصة الغالية من بين أيديكم ،
أخى الكريم
لتعقد النية من الآن؛
ولتقل إن شاء الله سأقوم ليالى رمضان هذا وسأجتهد فيها حتى الفجر ،
حدد لنفسك من الأن كم ركعة ستقوم ،
بكم جزء ستقرأ فى قيامك ،
وكم ليلة ستتهجد فيها حتى الفجر ،
نسأل الله تعالى أن نكون ممن اخفى لهم ربهم فى جنته ما تقربه عيونهم ....... آمين...آمين ... آمين
3- الصدقة فى رمضان .....

أحبتى فى الله
هذا هو ثالث بنود جدول المهام الرمضانية ،
إنه عن الصدقة فضلا ً عن زكاة الفطر؛
فإن زكاة الفطر فرض؛
المنتفع بالنصيب الأكبر منها هم الفقراء ؛
ولكن الصدقة
أنت أحوج إليها حتى من الفقراء ،
فبالصدقة تطفئ غضب الرب ،
وبالصدقة تزيد من الله قرباً ،
وبالصدقة يفرج عنك كل كرب ؛
وفى رمضان يضاعف أجرالصدقة
وكان النبى (صلى الله عليه وسلم ) لايرى أجود منه فى رمضان
كان ينشر الخير يميناً ويساراً
يعم الناس جميعاً بجوده وكرمه
كما تنشر الريح عبيرها ونسيمها والخير الذى فيها على كل من لقيها ،
خاصة فى رمضان كما ورد فى الصحيحين من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال " كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أجود الناس ،
وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل ،
وكان جبريل يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) "متفق عليه"
فلتكن أخى الحبيب كالمصطفى صلى الله عليه وسلم فى رمضان؛
لاتبخلن على أحد واعلم أن مالك كله ضائع إلا ما أنفقته فى سبيل الله ،
فيا أخى الحبيب كن من الذين قال الله فيهم
" والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "
أخى الحبيب
حدد لنفسك الآن حداً أدنى من الصدقات التى ستخرجها فى رمضان
واعلم ان المال مال الله ؛
نسأل الله تعالى أن نكون من المتصدقين والمتصدقات
إنه ولى ذلك والقادر عليه .
4- صلة الأرحام فى رمضان
أخى فى الله
مع رابع بنود جدول المهام الرمضانية
وإنه لمن الأهمية بمكان ،
فكم من أرحام قد قطعت؛
وكم من أقارب قد هجروا ؛
وكم من آباء وأمهات قد عقهم أبناؤهم؛
وكم من جيران قد تخاصموا؛
أصبحت أينما تجول ببصرك ترى دماء الرحم المقطوعة
وأشلائها فى كل مكان؛
مع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " قال الله تعالى :-
" أنا الرحمن وهى الرحم شققت لها اسماً من اسمى من وصلها وصلته ومن قطعها بتته " – أى قطعته – صححه الألبانى
فيا أخى الكريم
إياك أن تكون ممن قطع رحمه
فاستوجب قطع الله له
ومن قطعه الله فلن يجد له واصلاً ،
فهيا نبادر من الآن إلى أرحامنا فنصلها
حتى ننال رضى الله
وننعم بالوصل منه سبحانه
فنكون من أهل جنته ،
أخى الكريم
أحضر ورقة وقلماً
واكتب أسماء من قطعت من رحمك
وخذ عهداً على نفسك أمام ربك
ألا ينتهى رمضان إلا وقد وصلت رحمك ،
نسأل الله تعالى أن نكون ممن وصلوا رحمهم فوصلهم ربهم إنه ولى ذلك والقادر عليه .
وأضف أخى الكريم
إلى هذه البنود من جدول المهام الرمضانية ماتشاء من الطاعات ؛
من إعتكاف ... وذكر... وتسبيح... واستغفار ...
وغيرها من الطاعات
؛واستعن بالله على تنفيذ هذا الجدول فى رمضان
حتى تكون من الفائزين برضا الله رب العالمين




بيان لجدول المهام الرمضانية

المهمة الرمضانية
المهمة أنجزت بسبة
المهمة لم تنجز

نويت أن أختم القرآن ( )مرة
. . . .%

نويت أن أقوم كل ليلة ( ) ركعة
. . . .%

نويت أن أتصدق فى كل يوم من رمضان ب( )جنيهاًً
. . . .%

نويت أن أصل كل ما قطعت من رحمى
. . . .%
أخى الكريم
قم بملئ خانات هذا الجدول بمافتح الله به عليك
وفى خانة ( لم تـنجز )
قم بوضع علامة فيها فى حالة عدم قيامك بالمهمة
ثم انظر فى نهاية الشهر لتعلم إن كنت من الفائزين
أوغير ذلك
نعوذ بالله أن نكون من الخاسرين ...... آمين
إخوتاه ( قد انتهت استراحتـنا تحت الشجرة الرابعة من شجرات بستان رمضان )
وهاهى رحلتنا قد شارفت على الانتهاء...وفى النهاية لابد من جمع الحصاد...فإلى الشجرة التالية
الشجرة الخامسة : نتيجة التخرج من مدرسة رمضان
أيها الصائمون الكرام
ها نحن قد وصلنا سوياً إلى آخر شجرة فى نزهتـنا في بستان رمضان ،
ولكن انتبهوا فإن هذه الشجرة من الأهمية بمكان ،
ولم لا وهى تتحدث عن نـتيجة التخرج من مدرسة رمضان ،
ها أنت أخى الكريم قد دخلت مدرسة مدتها شهر عظيم ،
مدرسة موادها التى تدّرس فيها عظيمة الفائدة
منها:-
1- المادة الأولى :- الصبر ،
وهو من أعظم الدروس التى نـتعلمها فى مدرسة رمضان
ولم لا ورمضان قد جاءك بجميع أنواع الصبر التى هى
أ- الصبر على المقدور ،
أى على ماقدره الله عليك ؛
وهذا هو أعظم الصبر وذ روة سنامه
- ومقتضاه – أن تصبر على ما قدره الله عليك من مصائب وابتلاءات وتسلم لقدر الله تسليماً
قال تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
وهذا هو أعظم الصبر أن تصبر على البلاء
لعلمك أنه بقدر الله
أى أن الله هو الذى قضاه وفرضه فليس لك مجال للاختيار قال تعالى
" والله غالب على أمره "
وقال تعالى
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
فجاء رمضان وعلمنا هذا النوع من الصبر؛
حيث أنك تصوم
فتجوع
وتعطش
وتتكبد المتاعب
كل ذلك لأنك تعلم أن هذا قد قدره الله عليك فتصبر على قدره؛
قال تعالى
" ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام "
و" كتب " أى قدر وفرض ؛
فنظل طوال شهر رمضان صابرين على قدر الله ،
فإن كنا ممن وعى الدرس حقاً نظل صابرين على قضاء الله حتى نلقاه
لانصبر على قضائه فى العبادات فحسب؛
بل نصبر على قضائه فى البلاء أيضا ؛
فنصبرعلى المرض ،
والموت ،
الفقر
وغير ذلك
قال تعالى
" ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين "
نسأل الله تعالى أن نكون من الصابرين
ب- الصبر علي المأمور ؛
وهو النوع الثانى من أنواع الصبر
وهو أن تصبر على ما أمرك الله به من العبادات ؛
كأن تصبر على طاعتك لله
فلا تتحول عنها بسبب كسل أو تثاقل أو ضيق ،
فتصبر على الصلاة محافظاً عليها حتى تلقى الله ؛
وقس على هذا فى جميع الطاعات
قال تعالى
" واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"
؛ وهذا النوع من الصبر لايحصل عليه الإنسان إلا بالمران والتعود ومجاهدة النفس ،
فجاءك رمضان ومعه كل ذلك
فها هو يمرنك ويعودك على الطاعة
من صيام ... وقيام ... وصدقة ... وغض ... للبصر ... وكف اللسان عما حرم الله ،
وأيضا جاءك رمضان ليعينك على مجاهدة نفسك
فها أنت ذا ترى النفس خاضعة طوال رمضان لنوع من التأديب والترويض
من تجويع ... وتعطيش ... وكبح لجماح الشهوة ...
كأن النفس مسجونة عن كل ما تحبه وترضاه
وما ذلك لإيذائها, وإنما لتأديبها والترفع بها عن أوحال الشهوات ؛
فينسلخ رمضان وقد ربى الأنفس على طاعة الله تعالى,
تخرج أنت من مدرسة رمضان وقد تعلمت وتعودت
الصبر على طاعة الله تعالى ,
نسأل الله تعالى أن نكون من الصابرين على طاعته إنه ولى ذلك والقادر عليه
ج-الصبر عن المحظور ,
وهذا هو النوع الثالث من أنواع الصبر
أن تصبر على البعد عن ما حظره الله عليك
أن يصبر العبد على المعصية فلا يقربنها بأى حال من الأحوال ,
رغم شوقه إليها يصبر,
رغم الإغراءات التى تغريه على إرتكاب المعصية يصبر,
وهذا النوع من أجل أنواع الصوم
حيث أنه يجعل العبد بعيداً عما يغضب الله تعالى ,
يجعله بعيداًعن اقتراف السيئات ,
وبالتالى يجعله بعيداً عن النار,
أخى الكريم
هاهو ذا رمضان قد جائك ليعلمك الصبر عن المعصية ,
فها أنت ذا تصبر على ترك التدخين لأنك صائم,
هاأنت ذا تصبر على ترك النظر إلى ماحرم الله لأنك صائم ,
هاأنت ذا تصبر على ترك الغيبة والنميمة لأنك صائم ,
وغيرها من المعاصى تصبر على تركها لأنك صائم ,
إذاً فالصوم قد علمك فى مدرسته كيف تصبر على المعاصى
والصبرعلى ترك المعصية يعنى " الثبات على البعد عما يغضب الله تبارك وتعالى "
وهذا أشمل تعريف للتقوى
وما أري أن الصيام شرع لغاية أعظم من التقوي
قال تعالى
{ ياأيها الذينءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
اذاً إخوة الإسلام والإيمان
فإن من أعظم الدروس التى تعلمناها فى مدرسة رمضان هو الصبر .
2- المادة الثانية :- تحقيق العبودية المطلقة لله تبارك وتعالى ؛
أحبتى فى الله
هذه المادة من أعظم الدروس الرمضانية على الإطلاق
حيث أنها تدور حول أمر لايدخل أحد الجنة إلا بتحقيقه؛
ألا وهو مطلق العبودية لله تعالى
التى هى الغاية التى ما خلق الله الخلق إلا من أجلها؛
قال تعالى
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون "
إذاً فالعبادة هى غاية الغايات ،
وتحقيقها هو البعثة التى ابتعثك الله من أجلها ،
ومقتضاها أن تكون عبداً خاضعاً طائعاً لأمر سيدك
ألا وهو الله تبارك وتعالى ،
فتقوم بفعل ما به أمر ،
وتـنتهى عما نهى عنه وزجر ،
بل وتقر بالحال والمقال أن جميع حركاتك وسكناتك إنما هى وفق مراد الله تعالى ،
بل وتشهد وتقر ويوافق ذلك العمل أن حياتك ومماتك ملك لربك تبارك وتعالى ,
قال تعالى " قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "
إذا فإن تحقيق العبودية أمر من الأهمية بمكان ،
بل وبدونه لن تكون من أهل الإيمان ،
فيا أخى الكريم
ها هو رمضان قد جاءك ليعلمك ويربيك على تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى ،
مشهدالعبودية لله رب العالمين
والله إنه لمشهد يتلألأ روعة وسموقاً وجمالاً:-
فها أنت ذا أخى الحبيب
تأكل فى السحر قبيل الفجر " السحور "
وإذ بالفجر يخرج عليك واللقمة فى يدك فتلقيها أو تمجها من فمك ،
ترى لماذا فعلت ذلك ؟
الجواب ... هو لأنك تحقق جزءاً من معنى العبودية لله تعالى؛
حيث أن حالك ساعتها هو أنك عبد تأكل بإذن سيدك
وعلى حين غرة يأمرك سيدك أن تمتنع فتحقق العبودية وتمتنع؛
لسان حالك " سمعنا وأطعنا "
ثم تمسك عن الطعام والشراب وغير ذلك من المفطّرات بأمر من سيدك ،
وعند المغرب
تجلس أمام الطعام الحلال والشراب الحلال ،
البطن يتلوى جوعاً ،
الحلق يتقطع عطشاً ؛
ولكنك لا تستطيع أن تمد يدك لتشرب أو تأكل ... ترى لماذا ؟
الجواب هو ...لأنه ربما بقى على آذان المغرب دقائق أولحظات مامعنى هذا ؟
معناه أن الإذن بالإفطار لم يصدره السيد لعبده بعد ؛
وهذا دليل واضح على مطلق العبودية لله تبارك وتعالى ،
أخى الكريم
رمضان علمك فى مدرسته صورة للعبودية الحق ،
فعليك أن تترجم هذه الصورة إلى واقع ملموس
يشمل جميع حركاتك وسكناتك وتجعله منهجاً لك طوال حياتك ،
فكما أنك إمتـنعت عن الطعام والشراب ليس لشىء إلا امتثالاً لأمر سيدك ؛
فكذلك لابد أن تمتنع عن كل ما حرم ال

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.