اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
أمجد1

فضل العمل في عشر ذي الحجة

Recommended Posts








[center]



[size=29] فضل العمل في عشر ذي الحجة


اليوم يظلنا هلال شهر ذى الحجة ، بعشره الأوائل المباركات ، إنها أفضل أيام الدنيا ، أقسم اللهبها في كتابه العزيزبقوله U : " وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ " ( [1] )والمراد بالفجر هنا فجر يوم النحر خاصة ، وهو خاتمة الليالي العشر ، والمراد بالوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر( [2])
إنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكرَه في قوله I:" وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "( [3] ) وقوله U : " وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ " ( [4]) قال ابن عباس : الأيام المعلومات هي أيام العشر من ذي الحجة ، والأيام المعدودات هي أيام التشريق .
ما من أيام يحب اللهُ العملَ الصالحَ فيها أكثر من هذه الأيام ، وفى فضلها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ " ( [5] ) وفى لفظ آخر : " مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ فِى عَشْرِ الأَضْحَى "( [6] )فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ "( [7])
ففى الحديث تفضيل
بعض الأزمنة على بعض كما تفضل الأمكنة بعضها علي بعض ، وفيه فضل أيام عشر
ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ، كأنه قيل ليس العمل في أيام سوى العشر
من ذي الحجة أحب إلى الله من العمل في هذه العشر ؛ لأنها أيام زيارة بيت
الله ، والوقت إذا كان أفضل كان العمل الصالح فيه أفضل .

وقد اختلف
العلماء في فضل هذه العشر , والعشر الأخير من رمضان ، فقال بعضهم : هذه
العشر أفضل لهذا الحديث , وقال بعضهم : عشر رمضان أفضل للصوم والقدر ,
والمختار أن أيام هذه العشر أفضل ليوم عرفة وليالي عشر رمضان أفضل لليلة
القدر , لأن يوم عرفة أفضل أيام السنة , وليلة القدر أفضل ليالي السنة ,
ولذا قال ما من أيام ولم يقل ما من ليال .

وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته ، وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله ؛ ولهذا قال r : (وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أفضل من العمل الصالح في تلك الأيام ( إِلا ) جهاد (رَجُلٍ) رجلٍ : (خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ ) المال ولا من نفسه ( بِشَيْءٍ ) فهو قد بذل ماله ونفسه في سبيل الله ، فيكون هذا ــ فقط ــ هو العمل الأفضل من أي عمل صالح آخرفي أيام العشر أو مساويا له .
إنها العشر التي بها يوم عرفة ، يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، فيه نزل قول الله I : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " ( [8]) ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، فهذه أكبر نعم الله U على هذه الأمة ، حيث أكمل I لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم r
إنها العشر التي يزينها يوم عرفة ، ذاك اليوم الذي يدنو الله U فيه ثم يباهي بأهل الموقف ـ موقف عرفة ـ ملائكة السماء ، فما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة.
إنها العشر التي
جمع الله فيها أمهات العبادات كلها فما من عبادة في الإسلام إلا ولها مكان
في هذه العشر، إنها الموسم الأخير في هذا العام ، العمل الصالح فيها محبوب
إلى الملك الديان ، أفلا تحب ما أحبه مولاك؟

إن بلوغ هذه
العشر بعد رمضان نعمة عظيمة... فكم من نفس أدركت رمضان لم تدرك عيد الفطر
بعده ، وكم نفس أدركت عيد الفطر لم تدرك عشر ذي الحجة ولا عيد الأضحي بعدها
، فاحمد الله على نعمة بلوغ هذا الموسم من مواسم الجنة.

إن هذه العشر هي العزاء لمن فرّط في رمضان ، فها هو مولاك U يمهلك ويمد في عمرك ... فماذا أنت فاعل؟!
كم مرت علينا في أوائل الشهور من عشرٍ لم يكن لها مزية ، أما هذه العشر فقد ميزها خالقها وجعلها خير أيام العام ، يقول النبي r :" أفضل أيام الدنيا أيام العشر" ( [9])
إنهاعشرذي الحجة ، التي فضلها الله تعالي علي سائر أيام العام ، فإن
فاتتنا بركات المكان ، فلا تفوتنا بركات الزمان ، إنهاعشرذي الحجة ، الشهر
الأخير من العام ، وعما قليل ستطوى صحائفه ، وتغلق خزائنه علي ما عملناه
فيه من خير أو شر ، فاختم عامك أيها المسلم بخير فإن العبرة بالخواتيم .

علينا إذن أن
نبذل أقصي الجهد لاستغلال هذا الموسم ... موسم الخير الذي فاق العمل الصالح
فيه حبًا عند الله .. فاق الجهاد في سبيل الله ، مع أن الجهادَ ذروة سنام
الدين ، فهي نفحة من الله قد لا ندرك مثلها مرة ثانية ــ فالأعمار بيد الله
I ــ والعاقل من ينتهز الفرصة والمحروم من ضيعها.

فما هي أنواع العمل الصالح في هذة العشر التي قد لا تعود ؟؟
أولاً : التوبة النصوحة :

فحرى بالمسلم أن يستقبل هذه الأيام العشر ، بالتوبة الصادقة ؛ لأنه ماحرم عبد خيرا في الدنيا أوالآخرة إلا بسبب ذنوبه ، قال I : " وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " ( [10] )والتوبة
تكون بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي والندم على ما مضى والعزم على ألا يعود
وأن تكون خالصة لله ، وأن يتمسك بشرع الله بعدها في كل الأمور ؛ فيكون بذلك
ممن مدحهم الله
U بقوله : "
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ
يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رَحِيمًا "
( [11] ) ومع التوبة يكثر من أعمال الخير في هذه العشر ، فهى موسم من مواسم الخير العامة .


ثانياً : صيام تسعة أيام من هذة العشر أو ما تيسر منه :

كثير من الناس يركز علي الصيام فقط ، والصيام عمل طيب ، وصفه رَسُولُ اللَّهِrبأنَّهُ : " لَا عِدْلَ لَهُ أَوْ قَالَ لَا مِثْلَ لَهُ " بل قد استدل
بالحديث الذي ذكرناه على فضل صيام عشر ذي الحجة ؛ لاندراج الصوم في العمل
الصالح ، فاحرص على هذه القربة... احرص علي صيام تسعة أيام من هذه العشر أو
ما تيسر منها ، وخاصة يوم عرفة ، يقول النبي
r : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " ( [12] ) انظر إلى هذا الفضل العظيم ، كيف أن صوم عرفة وحده يمحو الله به ذنوب سنتين كاملتين" السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " فإن
قيل : كيف يكون أن يكفر السنة التي بعده مع أنه ليس للرجل ذنب في تلك
السنة ؟ قيل : معناه أن يحفظه الله تعالى من الذنوب فيها ، وقيل أن يعطيه
من الرحمة والثواب قدرا يكون ككفارة السنة الماضية والسـنة القابلة إذا
جاءت واتفقت له ذنوب
( [13])

فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات العظيمة وصام يوم عرفة وحفظ فيه لسانه وسمعه وبصره وجميع جوارحه عما يغضب الله تعالى ، خاصة وأن مفردات الحديث تطمئن قلب المؤمن الصائم ؛ فقوله r
: ( إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ ) قال الطيبي : كان الأصل أن يقال
أرجو من الله أن يكفر فوضع موضعه أحتسب وعداه بعلى الذي للوجوب على سبيل
الوعد مبالغة لحصول الثواب .
( [14])

وينبغي أخي المسلم أن تدعو أهل بيتك وأقاربك وأصدقاءك وجيرانك لصوم يوم عرفة المبارك ، فإن النبي r قال : " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ " ( [15]) وتذكر أن : " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " ( [16])
ثالثاً التكبير والذكر :

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :"
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ
وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ
وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ
يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا "
( [17] )فالتكبيرهو شعار أهل الإيمان في هذه الأيام العشر ، ولا يمنعك الخجل أيها المسلم من الجهر بالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح ورفع الصوت بها في المساجد والدور والطرقات والأسواق في كل وقت ، فقد عرفنا من قول ابن عباس أن أصحاب النبي r ومنهم ابن عمر وأبو هريرة y كانا يخرجان إلى الأسواق لا لحاجة الشراء وإنما لإحياء هذه السنة وهي التكبير ويكبر الناس بتكبيرهما ، و صفته أن تقول : " الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ".

رابعاً : أداء الحج والعمرة ( لمن استطاع إليه سبيلاً ) :
وليتذكر المسلم
أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، وأن جائزة أهل عرفات أن يقال لهم
انصرفوا مغفورا لكم ، وأنت يا من تركت الحج مع استطاعتك ، تذكر زحام المحشر
وحر جهنم ، ثم تذكر أن الحج باب لنفي الفقر والذنوب"
تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ
الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ
وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ
إِلَّا الْجَنَّةُ "
( [18]) والبخيل من بخل على نفسه.

خامساً : الصدقة والإحسان إلى الخلق :

وتذكر أخي أنك
بهذا تحسن إلى نفسك قبل إحسانك إلى المحتاجين تصدق في كل يوم من هذه الأيام
ولو بالقليل أو اليسير عسى أن يرفع اسمك إلى السماء من المنفقين فـ"
مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ
فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ
الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ".
( [19])

واعلم أن الله يقبل الصدقة ولو كانت تمرة وتمعن في قول الرسول r : "مَنْ
تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ
إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ
يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى
تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ "
( [20] ) فكم ضيعنا في مواسم الخير من جبال ومن فرص.


[1]سورة الفجر1 ، 2

[2]تفسير ابن كثير 14/ 337 ، 338

[3] الحج من الآية 28

[4]البقرة من الآية203

[5]سنن الترمذي ج 3 / ص 224

[6] سنن الدارمي ج 5 ص 308

[7] المرجعان السابقان

[8]سورة المائدة 3

[9]صحيح وضعيف الجامع الصغير ج 5 / ص 460

[10] سورة الشورى الآية 30

[11]سورة الفرقان الآية 70

[12] صحيح مسلم ج 6 / ص 55

[13]تحفة الأحوذي 2/ 287

[14]المصدر السابق

[15] صحيح مسلم - ج 9 / ص 486

[16] صحيح مسلم ج 6 / ص 23

[17]صحيح البخاري ج 4 / ص 33

[18] سنن الترمذي ج 3 / ص 308

[19] صحيح البخاري ج 5 / ص 270

[20] صحيح البخاري ج 5 / ص 221

[21]سنن الترمذي ج 5 / ص 444

[22] مسلم ج 10/172

[23]سنن أبي داود ج 7 / ص 481




[/size]
[/center]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.