اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
أمجد1

البيت المســلم ...مشـاكل وحلول

Recommended Posts








[center]

بسم الله الرحمن الرحيم




[size=29]البيت المســلم ...



مشـاكل وحلول



يقول الله تبارك وتعالي في كتابه العزيز : "
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
( [1] )

هذه هي الآية الأولي من سورة النساء ... التي
تتحدث عن تنظيم الأسرة على قواعد الفطرة ، بما يكفل جريان الحياة
الإنسانية في مجراها الفطري الهادىء ، كما يترتب على انحرافها عنه فساد في
الأرض كبير .

ويلاحظ أن السورة تتضمن ـ من أول آياتها ـ الإشارة إلى أنه من النفس الواحدة " ... َخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا "وكانت
كفيلة - لو أدركتها البشرية - أن توفر عليها تلك الأخطاء الأليمة ، التي
تردت فيها ، إذ خلقها الله لتكون لها زوجاً وليبث منهما رجالاً كثيراً
ونساء ، فلا فارق في الأصل والفطرة ، إنما الفارق في الاستعداد والوظيفة . .

ولقد خبطت البشرية في هذا التيه طويلاً ،
جردت المرأة من كل خصائص الإنسانية وحقوقها ، فترة من الزمان ، فلما أن
أرادت معالجة هذا الخطأ الشنيع اشتطت في الضفة الأخرى ، وأطلقت للمرأة
العنان ، ونسيت أنها إنسان خلقت لإنسان ، ونفس خلقت لنفس ، وشطر مكمل لشطر ،
وأنهما ليسا فردين متماثلين ، إنما هما زوجان متكاملان .

وفي سورة النساء وفي غيرها من السور وأيصا
فيما تضمنته السنة النبوية المشرفة ، حشد كبير من مظاهر العناية بالأسرة في
النظام الإسلامي ، بما يكفل القضاء علي المشاكل والهموم التي تعاني منها
الأسرة المسلمة .

إن الناظر في حال بيوتنا اليوم يجد أنها تغوص في عدد من الأزمات والمنازعات والخصومات ( [2] )... مشاكل تعصف بالكيان الأسري وتهدد التماسكالاجتماعي ... ظواهر ومظاهر سيئة حولت كثيراً من البيوت إلى جحيم وهموم :
أبناء يعقونآباءهم ، وآباء يتساهلون مع أبنائهم وبناتهم ، وعنف عائلي ، ومشكلات زوجية ،وطلاق لأتفه الأسباب .
فكم من زوج يشتكي من زوجته وعصيانها له ، أو كثرة جحودها لما يقدمه لها ، أو افتعالها للمشاكل مع أهله وأقاربه ، أو حبها للشكليات والتقليد والمظاهر التافهة .
وكم من زوجة تشتكي من زوجها لأنه لايصلي ، أو لأنه يتعاطى المسكرات والمخدرات ، أولأنه يسرق منمالها الخاص ، أو لأنه لا ينفق علي البيت والعيال.
إن البيوت إذا امتلأت بالمخاصمات والمشاكل
وكثر فيها الانفصام والانفصال ، فإنها بيوت ملغومة مفككة متآكلة ، يوشك أن
تنفجر يوما من الأيام ، وهذه المشاكل ستنعكس بشكل خطير على الناشئة
والأطفال ، وستوجد جيلاً فاشلاً محطما مبتور العواطف ، شاذ السلوك ، عدواني التصرف ، ناقماًعلى
من حرمه الدفء والحنان ؛ لأنه لم يتربى على المودة والرحمة ؛ وإنما تربى
وسـط السباب والمشاكل والتسلط والكراهية ، فكم من طفل أو شاب فقد الأمان في
البيت فأخذ
يبحث عن الراحة من المشكلات خارج البيت ، فيتعلق بأصحابه ومن هم خارج البيتأكثر من تعلقه بأهله وبيته ، فيحرم الطفل من هذه النعمة العظيمة
نعمة البيت يقول الله سبحانهوتعالى : " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا "( [3] ) فالله سبحانهوتعالى جعل لنا البيوت سكناً يأوي إليها أهلها وتطمئن فيهانفوسهم ، ويتربى في كنفها أولادهم ، يريدها أن تكون سكناً وقلاعاًللمحبة والوئام ، وحصوناً للخير والأمان ، ودياراً للتربية والإحسان ، لا أن تكون محلاًللنزاعات والمنازعات والمشاكل والأحزان.
إن المشاكل التي تحدث في البيوت هي أم
البلايا والأوجاع ؛ فبسببها يقع الطلاق ويتقلص دور الأسرة ، وبسببها تضعف
أواصر التقارب ، وتتقطع سبل التواصل ، وبسببها تظهر مظاهر العنفوالجريمة والانحراف ، وبسببها تشيع الأنانيةوالأحادية بدلاً من قيم الإيثار والجماعية ، مما ينذر باشتعال فتيل الأزماتالاجتماعية .

وقد رأينا ذلك جليا
واضحا في الأحداث التي تمر بها مصر العزيزة التي تتسـم دائما بالأمن
والأمان ... رأينا الصبية والأطفال يحرقون الحضارة والآثار ، ويهدمون
المباني والديار ، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي العملاء دون أدني شعور
بالولاء والانتماء ... اللهم إلا حفنة من الجنيهات ، ووجبة من هنا أو هناك ،
يلقيها إليهم مرتزقة وفلول باعوا أنفسهم للصهاينة والصليبيين بأبخس
الأسعار ، مستغلين الانهيار الأسري الذي دفع هؤلاء الأطفال للتشرد
والانحراف .

فيجب علينا جميعاً أن نبادر إلى إطفاء نار هذه المشاكل التي تقع في بيوتنا ،وأن
نسارع إلى القضاء عليها قبل استفحالها ، وقبل تهدم الأسر ووقوع الندم ؛
وذلك بتعمير البيوت بذكر الله ، وتنويرها بالطاعات ، وإحيائها بالإيمان
والعبادات ؛ لأن
البيوت إذا لم تعمر بالخير والذكر وقراءة القرآن ، فإنها ستكون مرتعاً للشيطان يملؤهابالفساد والمشكلات ... بيوت ميتة اجتالتها الشياطين وعششت فيها وفرخت فأعمت قلوبساكنيها وضيقت صدورهم وأوحشتها فضاقت نفوسهم وتهيأت لاختلاق المحنوالمشكلات.

فالبيوت إذا خلت من قراءة القرآن إذا خلت من النوافل والتحصينات والأذكار،ابتعدت عنها الملائكة وصارت مأوى للجن والشياطين ، وانقلبت قبوراً موحشة وأطلالاًخربة ، ولو كانت قصوراً مشيدة ... أهلها موتى القلوب وإن كانوا أحياء الأجساد ، يقول النبي:
" إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ
وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ
وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ
الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ
عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ "
( [4] )
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "
إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا
وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ
لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ "
( [5]
)فبالله عليكم من منا يفعل ذلك كلما دخل بيته ؟ وكم مرة نأكل ولا نأتي بحق
الطعام ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الطَّعَامِ ؟؟ حَقُّهُ أن تَقُولُ : " بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا " وَ هل تَدْرِي مَا شُكْرُهُ إِذَا فَرَغْتَ ؟؟ شُكْرُهُ أن تَقُولُ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا ( [6] ) ثم بعد ذلك نشتكي من الضنك في معيشتنا.

لقد خلت أكثر البيوت ،
إلا من رحم الله ، خلت من ذكر الله فحلت فيها الشياطين ورتعت ، وكثر فيها
الخلاف والشجار ؛ لأن الشياطين هم أساس كل شر وبلية
، وكثرة ذكر الله سبحانهوتعالى أساس لعلاج لكل هم ورزية ؛ فالإنسان إذا ضاقت عليهالدنيا ، فالعلاجالأول هو الإكثار من ذكر الله سبحانهوتعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"( [7] )
يقول النبي : "
لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ
فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ "
( [8] )
ويقول : " مَثَل البيتِ الذي يُذكَر الله فيه والبيتِ الذي لا يُذكر الله فيه مثلُ الحيِّ والميِّت"( [9] )فلابد من تنظيف البيوت من أسباب الغفلة ، ومحركات الشهوات ، ومزامير الشيطان ووسائل الفساد ، وأصوات المطربين .
ولا يتصور الإنسان أنه سيعيش في هذه الحياة بلا هموم ومشاكل ، ولذلك عليه ألا يتبرم ولا يتصخب يقولسبحانهوتعالى : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "( [10] )ويقول سبحانهوتعالى: " وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا" ( [11] ).
فعلى المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره فيستقبل النعم بالشكر ويستقبل المصائب والمشاكل بالصبر: "
عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ
ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا
لَهُ "
( [12] )


*** *** ***


من الأمور المهمة لعلاج المشاكل التي تحدث في
بيوتنا وأسرنا أن يكون لكل بيت أو في كل بيت مسئول أو أمير يجعلونه
مسئولاً عليهم ، ويكون له القول الفصل في جميع القضايا المتعلقة بالبيت ،
وعلى الجميع في النهاية أن يسمع له ويطيع ،
ويرضى بقراره حتى ولو كان يرى أن قراره غير صائب ، ومن فضل الله أنه لم يتركنا هملا ، بل بين لنا صفات هذا المسئول ، فقال سبحانهوتعالى : " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " ( [13] )
يروى في سبب نزول هذه الآية أن سعد بن الربيع رضي الله عنه أغضبته امرأته فلطمها فشكاه وليها إلى رسول الله كأنه يريد القصاص فأنزل الله سبحانهوتعالى هذه الآية فقال : " أردنا أمراً وأراد الله أمراً والذي أراد الله خير " ، ورضوا بحكم الله سبحانهوتعالى
وهو أن الرجل ما دام قواماً على المرأة يرعاها ويربيها ويصلحها بما أوتي
من عقل أكمل من عقلها ، وعلم أغزر من علمها ، وبعد نظر في مبادىء الأمور
ونهاياتها أبعد من نظرها غالباً ، إلى أنه دفع مهراً لم تدفعه ، والتزم
بنفقات لم تلتزم هي بشىء منها ، فلما وجبت له الرئاسة عليها وهي رئاسة
شرعية كان له الحق ( [14] ) يأمرها بطاعة الله تعالى ، وينهي إليها شعائر الإسلام ؛ من صلاة ، وصيام ؛ وما وجب على المسلمين ( [15] ) كما قال ابن عباس : الرجال أمراء على النساء . ( [16] ) وعلل ذلك بأمرين : وهبيٌّ وكسبيٌّ ( [17] ) كما رأينا.
[/size]
[/center]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.