اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
أمجد1

أسباب مرضُ القلبِ

Recommended Posts

[b]







[center]




[size=25][b]أسباب مرضُ القلبِ



الفتن
التى تُعرض على القلوب هى أسباب مرضها، وهى فتن الشهوات والشبهات ،فالأولى :
توجب فساد القصد والإرادة ، والثانية: توجب فساد العلم والإعتقاد .

عن حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله r : " تعرض الفتن على القلوب كعرض
الحصير، عوداً عوداً ، بأى قلب أشربه نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت
فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلب على قلبين : قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً ،
لايعرف معروفاً ،لا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هـواه ، وقلب أبيض لاتضره فتنـة
ما دامت السمـاوات والأرض "( رواه مسلم ( 2/270 ، 272 ) الإيمان .وقوله : "
مُرباداً" المربد الذى لونه رُبدة وهى بين السواد والغبرة ، و " المجخى " هو المائل عن
الاستقامة والاعتدال .) .
فقسّم r القلوب عند عرض الفتن عليها إلى قسمين:قلب
إذا عُرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء ،فتنكت فيه نكتة سوداء ،
فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسودّ وينتكس ، وهو معنى قوله :
" كالكوز مجخياً " أى مكبوباً منكوساً ، فإذا اسودّ وانتعكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك .

أحدهما:اشتباه
المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً وربما استحكم
عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفاً والسنة بدعة ،
والبدعة سنة ، والحق باطلاً والباطل حقاً

الثانى:تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول r وانقياده للهوى واتباعه له .
وقلب أبيض:قد أشرق فيه نور الإيمان ، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت الفتنة أنكرها وردها ، فازداد نوره وإشراقه .
سموم القلب الأربعة :
أعلم أن المعاصى كلها سموم للقلب وأسباب لمرضه وهلاكه، وهى منتجة لمرض القلب وإرادته غير إرادة الله عز وجل ، وسبب لزيادة مرضه.
قال ابن المبارك :

رأيت الذنوب تُميت القلوب....وقد يورث الذل إدمانُها.


وترك الذنوب حياة القلـوب....وخيرُ لنفسك عصيانُهـا.



فمن أراد سلامة قلبه وحياته فعليه بتخليص قلبه من آثار تلك السموم، ثم بالمحافظة عليه بعدم تعاطى سموم جديدة، وإذا تناول شيئاً من ذلك خطأ سارع إلى محو أثرها بالتوبة والاستغفار ، والحسنات الماحية .
ونقصد بالسموم الأربعة:فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول الطعام، وفضول المخالطة،وهي أشهر هذه السموم انتشاراً ، وأشدها تأثيراً فى حياة القلب .
1 – فضول الكلام :
الحمد لله الذى أحسن خلق الإنسان وعدّله ،وألهمه
نور الإيمان فزينه به وجملهُ وعلمه البيان فقدمه به وفضله ، وأمده بلسان
يترجم به عما حواه القلب وعقله، فاللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه
الغريبة ، فإنه صغير جرمُهُ عظيم طاعته وجُرمه ، إذ لا يستبين الكفر
والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان، ومن أطلق عذبة
اللسان وأهمله مرخى العنان سلك به الشيطان فى كل ميدان وساقه إلى شفا جرف
هارٍ إلى أن يضطره إلى البوار، ولا يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا
حصائد ألسنتهم، عن معاذ
tعن النبى r قال:" وهل يكب الناس فى النار على وجوههم – أو قال : على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ "
(رواه الترمذى (10/87، 88) الإيمان وقال: حسن صحيح وابن ماجه (3973) الفتن
، والحاكم (2/413) التفسير، وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى
وصححه الألبانى)

والمراد بحصائد الألسنة:جزاء
الكلام المحرم وعقوباته فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ،
ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حصد الرامة، من
زرع عشراً من قول أو عمل حصد الندامة .

وقد وردت الأخبار الكثيرة فى لتحذير من آفات اللسان وبيان خطره.
فمن ذلك قوله تعالى : } مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{( ق :الآية : 18 ) .
وعن سفيان بن عبد الله الثقفى قال:قلت يارسول الله ما أخوف ما تخاف علىّ ؟ قال :" هذا وأخذ بلسانه "
وعن عقبة بن عامر t قال:قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك ... "
(رواه الترمذى (9/249) الزهد وقال حسن صحيح، وابن ماجة (3972) الفتن،
والدارمى (2/298) الرقاق ، والحاكم (2/313) وقال صحيح الإسناد ووافقه
الذهبى والألبانى) .

وقـال r:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" (رواه البخارى (10/445) الأدب ، ومسلم (2/18) الإيمان ، وأبو داود (5032) الأدب ، وابن ماجة ( 3971) الفتن .).
وهو من جوامع كلمه r فالكلام إما أن يكون خيراً فيكون العبد مأمورا بقوله، وإما أن يكون غير ذلك فيكون مأموراً بالصمت عنه .
وعن أبى هريرة t أنه سمع رسول الله r يقول :" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب "(رواه
البخارى (11/266)الرقاق،ومسلم (18/117) الزهد، والترمذى (9/195) الزهد
بلفظ : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايرى بها بأساً يهوى بها سبعين خريفاً
فى النار " وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)

وعن عبد الله بن مسعود t قال : " والله الذى لا إله إلا هو ليس شىء أحوج إلى طول سجن من لسانى " .
وكان يقول: "يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم " .
وعن أبى الدرداء t قال :" أنصف أذنيك من فيك وإنما جعل لك أذنان وفم واحدٌ لتسمع أكثر مما تتكلم " .
وعن الحسن البصرى :قال :كانوا يقولون : إن
لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد ا، يتكلم بشىء تدبره بقلبه ثم أمضاه ،
وإن لسان المنافق أمام قلبه ، فإذا هم بشىء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه .

فإذا قلت : فهذا الفضل الكبير للصمت ما سببه ؟
فاعلم
أن سببه كثرة آفات اللسان من الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والفحش والمراء
وتزكية النفس والخوض فى الباطل والخصومة والفضول والتحريف والزيادة
والنقصان وإيذاء الخلق وهتك العورات فهذه آفات كثيرة وهى سياقة إلى اللسان
لا تثقل عليه ولها حلاوة فى القلب وعليها بواعث من الطبع ومن الشيطان ،
فلذلك عظمت فضيلة الصمت ، مع ما فيه من جمع الهم، ودوام الوقار والفراغ
للفكر والذكر والعبادة ، والسلامة من تبعات القول فى الدنيا ، ومن حسابه فى
الآخرة فقد :
} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{( ق :الآية : 18 ) .


2- فضول النظر:



فضول النظر:هو إطلاقه بالنظر إلى الشىء بملء العين، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه وهو على العكس من غض البصر .
والغض:هو النقص وقد أمر الله عز وجل به فقال : } قُل
لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل
لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ
{(النور : الآية : 30 –وجزء من 31 ) .

وعن أبى هريرة t عن النبى r:"
كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما
النظر ،والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش ،
والرِجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه "
(رواه البخارى (10/26) الاستئذان ، وسملم (16/ 205، 206) القدر، وأبـو داود (2139)، النكاح، وأحمد ( 2/276)) .

وعن جرير t قال :سألت رسول الله r :عن النظر الفجأة فقال:" اصرف بصرك " (رواه
مسلم ( 14/139) الأدب ، والترمذى (10/229) الادب ، والدارمى(2/228)
الاستئذان، وأحمد (4/358، 361)ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره علىالاجنبية
من= =غير قصد فلا إثم عليه فى أول ذلك ويجب عليه أن يصرف بصره فى الحال ،
فإن صرف فى الحال فلا إثم عليه وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث فإن رسول
الله
r أمره بصرف بصره مع قوله تعالى : } قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ { شرح النووى على صحيح مسلم هامش ( 14/ 139).) .

وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ، ووقوع صور المنظور فى قلب الناظر ، فيحدث أنواعاً من الفساد فى قلب العبد منها :
أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن غضّ بصره لله أورثه حلاوة يجدها فى قلبه إلى يوم يلقاه .

[/size][b]







[center]
[size=25]ومنها :دخول الشيطان مع النظرة ، فإنه ينفذ معها أسرع من نفوذ الهواء فى المكان الخالى، ليزين صورة المنظور ، ويجعلها صنماً يعكف عليه القلبُ ، ثم يعده ويمنيه ، ويوقد على القلب نار الشهوات ويلقى حطب المعاصى التى لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة .

ومنها:أنه يشغل القلب ، وينسيه مصالحه، ويحول بينه وبينها ، فينفرط عليه أمره، ويقع فى اتباع الهوى والغفلة .
قال الله تعالى :} [b]وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا{( الكهف : من الآية : 28 )
وإطلاق البصر يوجب هذه الأمور الثلاثة :
وقال أطباء القلوب:بين
العين والقلب منفذ وطريق ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار
كالمزبلة التى هى محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكن معرفة
الله ومحبته، والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه
أضداد ذلك .

وإطلاق البصر معصية لله عز وجل لقوله تعالى :} قُل
لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
{( النور : الآية : 30 )

وما سعد من سعد فى الدنيا إلا بامتثال أمر الله ، ولا نجاة للعبد فى الآخرة إلا بامتثال أوامر الله عز وجلَ .
وإطلاق البصر كذلك يُلبس القلب ظلمة، كما أن غضّ البصر لله عزّ وجلَ يُلبسه نوراً .
وقد ذكر الله عزّ وجل آية النور :} اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فيهَا مِصبَاحٌ{( النور : من الآية : 35 ) ، بعد قوله عز وجل :} قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ..... {( النور : من الآية : 30 )
وإذا استنار القلب ، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية ، كما أنه إذا أظلم ، أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .
وإطلاق البصر كذلك يعمى القلب عن التمييز بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة ، وغضهُ لله عزّ وجل يورثه فراسة صادقة يميز بها.
قال أحد الصالحين:"
من عمّر ظاهره باتباع السنة ،وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم
، وكفّ نفسه عن الشبهات ، واغتذى بالحلال لم تخطىء له فراسة " .

والجزاء من جنس العمل ، فمن غضّ بصره عن محارم الله أطلق الله نور بصيرته .
3 – فضول الطعام :
قلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب ، وكثرة الطعام توجد ضد ذلك .
عن المقدام بن مَعْد يكرِب قال :سمعتُ رسولَ الله r يقول :" ما ملأ ابن آدم وعاءْاً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه "(رواه الترمذى (9/244) الزهد وقال : هذا حديث حسن صحيح وابن ماجه (3349) الأطعمة، والحاكم ( 4/121) وصححه ووافقه الذهبى الألبانى) .
وفضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر،
فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصى ، ويثقلها عن الطاعات والعبادات، وحسبك
بهذين شراً ، فكم من معصية جلبها الشبعُ وفضولُ الطعام ، وكم من طاعة حال
دونها، فمن وقى شرّ بطنه فقد وقى شراً عظيماً ، والشيطان أعظم ما يتحكم فى
الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ، ولهذا جاء فى بعض الآثار : إذا امتلأت
المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة .

وقال بعض السلف:كان شباب يتعبدون من بنى إسرائيل، فإذا كان فطرهم قام عليهم قائم فقال : " لا تأكلوا كثيراً ،فتشربوا كثيراً ، فتناموا كثيراً فتخسروا كثيراً " .
وقد كان النبى r
وأصحابه يجوعون كثيراً- وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام – إلا ان الله
لايختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها، ولهذا كان ابن عمر يتشبه به فى
ذلك مع قدرته على الطعام ، وكذلك كان أبوه من قبله .

عن عائشة ( ا) قالت :" ما شبع آل محمد r منذ قدم المدينة من خبز بُرٍ ثلاث ليال تباعاً حتى قبض "(رواه البخارى (11/282) الرقاق ، ومسلم (18/105 ، 106 ) الزهد .) .
قال إبراهيم بن أدهم:" من ضبط بطنه ضبط دينه ، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة ، وإن معصية الله بعيدة من الجائع قريبة من الشبعان " .
4 – فضول المخالطة:
هى
الداء العضال الجالب لكل شر ، وكم سَلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة ، وكم
زرعت من عداوة ، وكم غرست فى القلب من حزازات تزول الجبال الراسياتُ وهى فى
القلوب لا تزول ، ففى فضول المخالطة خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغى
للعبد أن يأخذ من المخالطة بقدر الحاجة، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى
خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينها دخل عليه الشر :

احدهما: مَن
مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه فى اليوم والليلة فإذا أخذ حاجته منه ترك
الخلطة ، ثم إذا احتاج إليه خالطه ، هكذا على الدوام، هُم العلماء بالله
وأمره ومكايد عدوه ، وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله ولكتابه ولرسوله
r ولخلقه فهذا الضرب فى مخالطتهم الربح كلّ الربح .

القسم الثاني:
مَن مخالطته كالدواء ،يحتاج إليه عند المرض ، فما دُمتَ صحيحاً فلا حاجة
لك فى خلطته ،وهم من لايستغنى عن مخالطتهم فى مصلحة المعاش وما أنت تحتاج
إليه من أنواع المعاملات والاستشارة ونحوها، فإذا قضت حاجتك من مخالطة هذا
الضرب بقيت مخالطتهم من :

القسم الثالث:وهم
مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه ، فمنهم من
مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن ،وهو من لاتربح عليه دين ولا دنيا ،
ومع ذلك فلا بد أن تخسر عليه
الدين
والدنيا أو أحدهما ، فهذا إذا تمكنت منك مخالطته واتصلت فهى مرضُ الموت
المخوف ، ومنهم الذى لايحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك
، ولا يعرف نفسه فيضعفها فى منزلتها ، بل إذا تكلم فكلامه كالعصى تنزل على
قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به، فهو يُحدث من فيه كلما تحدث
ويظن أنه مسك يطيب به المجلس ، وإذا سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التى
لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض .

وبالجملة
فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة ، ومن نكد الدنيا على العبد أن
يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ، فليعاشره بالمعروف
ويعطيه ظاهره ويبخل عليه بباطنه حتى يجعل الله له من أمره فرَجاً ، ومخرجاً
.

القسم الرابع:من
مخالطته الهلك كله ، فهى بمنزلة أكل السم ، فإذا اتفق لآكله ترياق وإلا
فأحسن الله العزاء ، وما أكثر هذا الضرب فى الناس – لأكثرهم الله – وهم أهل
البدع والضلالة ، الصادون عن سنة رسول الله
r
، الداعون إلى خلافها ، فيجعلون السنة بدعة والبدعة سنة ، وهذا الضرب
لاينبغى للعاقل أن يجالسهم أو يخالطهم، وإن فعل فإما الموت لقلبه أو المرض .

نسأل الله لنا ولهم العافية والرحمة .




[/size]



[/center]





[/b]
[/b]


[/center]


[/b]
[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.