اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  1748 اعضاء

حفظ
[ نــ ... وقـــت البـنــات... ـا دي ]
Angel The Hell

جدلية اليأس والخوف

Recommended Posts

بقلم: خالص جلبي


أخطر المشاعر التي تستولي على الإنسان هي اليأس والخوف والحزن.
وأخطر الأمراض التي تتعرض لها الأمة هي التنازع فيفشلوا وتذهب ريحهم.
والقرآن عندما يذكر نعمة على الإنسان يقول: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فأما الخوف؛ فهو ذلك الشعور حول شيء غامض، حافل بالشر، والأذى والسلبية قادم مع أفق المستقبل.
أما الحزن فهو شعور لشيء حدث، وكان سلبيا، بدءاً من الأمر الصغير كخسارة مالية، وانتهاء بأمر كبير، لفقدان عزيز، مثل من مات والده في اعتقال، أو والدته في مرض عضال، أو زوج وأطفال في حادث أسيف.
أو قصة حزينة من فشل في الحب، أو انهيار عاطفي، أو فشل في امتحان وما شابه.
أما اليأس فهو حافة خطيرة، تقترب من الكفر، ولذلك وصف القرآن الضلال والكفر، أنهما مرادفات لليأس والقنوط.
وجاءت في آيتين:
الأولى في قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام "قال: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" من سورة الحجر..
وأما اليأس ففي قوله تعالى: "إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" من آخر سورة يوسف.. وهي توحي بالجو النفسي الذي كان يعيشه النبي صلى الله عليه وسلم بعد خسارة أعز شخصين عليه خديجة ثم عمه، قبل أن يفتح الله عليه في الفتح المبين والانتقال إلى المدينة.. وفي السورة شيء عجيب أنه عند حلكة الظلام ينبثق الفجر، فلما جاء خبر خسارة الولد الثاني كان تعليق يعقوب أنه عسى الله أن يجمعه بالاثنين؟ مع أنه فقد يوسف منذ عشرات السنين.. فهذه هي النبوة..
وهكذا فاليأس قرين الكفر، والقنوط صنو الضلال.
وبالمقابل يذكر القرآن عن "الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا"، أن الملائكة تتنزل عليهم "أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون".
وفي الواقع فإن اليأس يدفع للانتحار أحياناً، تحت ضغط الشعور بالعدمية، وعدم جدوى الحياة، مثل من يقدم استقالته من وظيفة معينة.
وفي الانتحار فإن المنتحر يقدم استقالته من كل الحياة.
واعتبر فيلسوف التنوير الألماني (إيمانويل كانط ) أن الانتحار ليس شجاعة وكل الشجاعة هي مواجهة المصير.
ولذا نهى الشرع عن الانتحار. واعتبر أنه سيخسر السعادة في الآخرة وسوف يأتي وفي يده السلاح يجأ بها بطنه خالدا مخلدا ..
ومن الغريب أن الشباب يمارسونها؛ فهم أجرأ الناس على اتخاذ القرارات الخطيرة. والسبب زخم الحياة، وهذا السر أن الأطفال لا يعرفون الحزن، وإذا رأوا ميتا فلا يستولي عليهم الحزن ويعودون للعب بعد قليل.. ولو كان موقف الكبار أهدأ لكان الأطفال في ذلك أفضل..
وفي عام 1928 عندما حدث الانهيار الاقتصادي الأكبر في أمريكا هناك من أقدم على الانتحار، بسبب شعور صاحبه أنه انتهى مع نهاية أمواله.
وعندما يعلق الإنسان قلبه بشيء ثم يفقده، قد يميل للانتحار مع فقده.
وروى لي (عبد الكريم خوجا) رحمه الله عن عمته، وكيف كانت تحذر أولادها منه بسبب نشاطه السياسي، فلما فقدت أولادها في فتنة حلب في الثمانينيات، فما كان منها سوى أن أرقدتهم أمامها، ثم بدأت في التدخين وبقت على ذلك حتى ماتت.. فلحقت بهم وارتاحت.. وسبحان من جعل في الموت راحة..
وأذكر من تجربتي الشخصية، أنني فقدت صديقي أبو طه، وكان قد جاء من حلب للنظر في كارثة بناء تورطت فيها، فمات في الجولان على باب الفيلا شهيد عمله، فحزنت عليه قرابة عام، وكتبت عنه مقالة بعنوان فلسفة الموت.
والحزن يأتي من فقد العزيز وليس القريب؛ فقد يموت أخ فلا يحزن عليه الإنسان؛ ولكن قد يموت كمدا إذا خسر زوجة كان يحبها.
والخلاصة أن اليأس شعور خطير. ويفضل أن يفضي الإنسان ما في نفسه لمن حوله إذا طوقته الظلمات. ويجب أن لا يبقى في الكآبة أكثر من سنتين بحال وإلا انقلب إلى مرض عضال لا فكاك منه..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
شووووووووووووكرا مرة ع الموضوع
وان شآ الله الكل يستفيد منه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.