اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
Hamdy Tawfik-manar9

قصص قصيرة ...يسرى الفخرانى

Recommended Posts

القصة الاولي


الرجل الذى لايجب أن أحبه !


أكتب لك بعد أن قدمت استقالتى !

أمس قررت، وفى السابعة صباحا وقت رنة الجرس على باب بيت «المدام».. تركت
لها على تليفونها المحمول رسالة قصيرة: «.. اعذرينى يامدام.. أنا مستقيلة
من الشغل.. تقدرى تشوفى حد غيرى.. من النهارده رجعت أكمل دراستى.. مع
السلامة يامدام.. ملحوظة: النص شهر اللى ليّه عندك ممكن تشحنى لى رصيد على
موبايلى».

أخيرا استرحت.. ياه ه ه ه ه، استرحت من كنس الأرض ومسحها وكسرة النفس
ومرمطة كل فجر فى الأوتوبيسات، حتى أرن جرس باب بيت المدام بالدقيقة
والثانية، هى لاتستطيع أن توجه لى نص كلمة لو تأخرت.. لكن أنا أحترم نفسى،
طبعا عرفت من أول سطر أننى أعمل شغالة.. خادمة فى البيوت، كم سنة وأنا
أتنقل من باب لباب ومن بيت لبيت.. خمسة ستة سبعة، وكل بيت شهر اثنين
ثلاثة..

أبدا لم أجلس أكثر من ذلك، لكن فى بيت المدام.. جلست سنة، كانت
أجمل سنة وأصعب سنة، بدأت معها صديقتين.. صدقنى صديقتين.. أنا والمدام
صديقتان.. لاتشرب الشاى إلا من يدى.. لاتفطر إلا عندما أختار لها من
الثلاجة قطعة الجبن وملعقة العسل والمربى.. فنجان القهوة أقرؤه لها نقطة
نقطة.. ولا أمد يدى فى حوض أو فى شباك أو أرض إلا بعد أن أحكى لها كل القصص
التى عرفتها عن جيرانها..

لما كانت القصص بتخلص.. كنت أخترع لها، ونضحك..
كانت لطيفة.. كنت أتصور أنها لطيفة.. ثم ظهرت على حقيقتها بعد أن أصبحت
تسدد لى أقساط الجمعية فوق المرتب.. تصورت أننى أصبحت من ممتلكاتها.. تصرخ
على أهون سبب.. وتغضب من أقل هفوة.. وأنا فى الأول وفى الآخر بنى آدم..
عندى دم وعندى كرامة وعندى الضغط مثلها تماما.



وقررت أن أنتقم منها.. كانت الخطة بسيطة: صمت تام. مافيش قصص. مافيش كلام فى سيرة الناس. مافيش فطار ولاقهوة ولا أعرف أقرأ فنجان !



لكنها.. لم تهتز، ظلت على موقفها منى.. فقررت أن ألعب معها لعبة مشهورة بين
الشغالات.. كنت أخفى أشياء ثمينة من البيت.. وعندما تسأل عنها وهى تصرخ
كنت أنهمك فى البحث عنها.. حتى أجدها لها.. فتعرف أننى «عينى مليانة ومش
بتاعة الكلام ده». ثم طلعت فى دماغى أكمل دراستى.. أنا ياحضرة ليسانس آداب
وكان عندى أمل أكمل دراسات عليا وأناقش ماجستير.. وهم يعنى أصحاب الشهادات
زيادة عنى فى أيه ؟



وحتى أضرب عصفورين بحجر.. طلبت مساعدة الدكتور زوج المدام.. وهو رجل فى
حاله من البيت للكلية ومن الكلية للبيت.. يهمس إذا تكلم ويسكت إذا صرخت
المدام.. وواضح من أول يوم فى الشغل إن الكلمة فى البيت.. كلمتها، وعملت
فنجان قهوة للدكتور.. وفتحت باب الموضوع بدون لف أو دوران.. وبصوت جعل
المدام تأتى من غرفتها بسرعة تسأل السؤال المعتاد: بتعملى أيه هنا
يابنت؟.. ياكرامتى المجروحة.. مدام محترمة فى عصر الجيل الرابع من
التليفونات المحمولة تقول لخادمتها الشريفة العفيفة المحترمة: يابنت !



وبلعتها. لكن قررت فى الأيام التالية «أجر ناعم مع البيه الدكتور».. دخلت
مزاجى اللعبة.. ثم بنظرة لها معنى أدركت أنه يامسكين محروم.. أستغفر الله
على أى إنسان يظن عنى ظن سيئ.. إذا كنت لا أمد يدى لملعقة سكر من المطبخ
بدون علم المدام.. هل أمد يدى لزوج المدام نفسه؟



بعد قليل من التفكير.. قلت فى هتاف أنثوى ساحر لايفهمه أحد غيرى: وماله.
إذا كان على سنة الله ورسوله.. أيه العيب فى كده.. هو دكتور وأنا كلها
خطوتين وأحصله.. هو متزوج وتعيس.. وأنا عزباء ووحيدة.. هو عنده خمسين سنة
يعنى أكبر منى بخمسة وعشرين سنة وأصلع وبنظارة.. وأنا شابة ومتعلمة وعندى
خدود وردية من غير لاقرص ولا لون، وبيضاء وحلوة وليس فى كعب رجلى شق واحد !



فلماذا لا أتزوجه؟ كده مرة واحدة فكرت.. هذا بيت واسع كبير له أربع غرف..
وصل النور باسم الدكتور وليس له لا ولد ولابنت، وكنت أشرب شاى الساعة واحدة
الظهر فى المطبخ حسب نصيبى فى الأكل والشرب.. عندما لمعت فى ذهنى هذه
الفكرة.. وأقولك: «قلت لو المدام معندهاش مانع.. هى تقعد فى أوضة وأنا فى
أوضة.. البيت كبير وواسع ويستحملنا إحنا الاتنين».



ودخلت المدام المطبخ.. وشخطت وشعرت للحظة أنها قرأت أفكارى.. وعرفت فى ماذا
أفكر.. وكدت أقول لها من الخوف والله ياست هانم بأخرف.. وحياة أمى ماكان
قصدى.. ثم تراجعت عن الاعتراف الذى هو سيد الأدلة وقلت فى نفسى: حقى..
أحلم كما أريد.. حتى الأحلام فى البلد دى ممنوعة.



وواصلت فى الأيام التالية خطتى لعل وعسى.. لعلنى أغيظ الست وأسرق الرجل..
فى هذا الزمن كل شىء جايز.. أنا أعرف خادمة تزوجت وزيرا وأصبحت سيدة مجتمع
أرى صورها فى المجلات ترتدى ألماظ وكتف عارى.. لا أعرف سر حبها فى الألماظ
والكتف العارى.. لعل عندها عقدة لا أعرفها، وهناك مطربة معروفة كانت زميلتى
فى كار الشغالات.. وكنت أكثر منها خبرة فى بيت سيدة ثرية فى المعادى،

وأنا
اخترت أن أتزوج على أن أغنى.. على الرغم أن صوتى حلو.. لكن مش ناقصة تعب..
عايزة أرتاح بقى من كسرة الوسط وهدة الحيل.. عايزة أبقى أم.. عايزة بنت زى
القمر لما توعى وتفهم ماحدش أبدا يفكرها إن أمها كانت بتشتغل شغالة فى
البيوت.



ياخبر أبيض.. حكيت لك كل ده ليه؟.. علشان أنصحك تنصحنى أعمل فيها فاتن
حمامة فى أفواه وأرانب وأحب البيه الدكتور.. ولو فعلت: هل يحبنى هو؟
مثله.. لايحب إلا جلاده.. يختشى من ضعفه ومن صمته ويكتفى بالمشى جنب حيط
الهانم.. يكتم غيظه ورغباته ويدفن عمره وسنواته ويبكى عندما يغلق عليه باب
الحمام.. المكان الوحيد الذى لاتطاله فيه يد المدام وقراراتها الصارمة..

أنا أثق فى أنه يبكى هناك.. خلف هذا الباب أكاد أسمع دموعه تصطدم
بالسيراميك.. وأكاد أحلف أنه يحبنى كما أحببته.. نسيت أقول لك إننى
أحببته.. أحبه.. أفكر فيه.. وأكتب له رسائل غرامية أرسلها على تليفونه من
رقم تليفون لايعرف أحد أنه تليفونى.. أرسل الرسالة من المطبخ وأموت وأشوفه
وهو يفتحها فى غرفة مكتبه كأنه عاشق مشتاق.. يقرؤها أمامى مرة واثنتين.



هل يعرف أنها: أنا، أنا التى أقول له «كلما رأيتك أشعر أن جسدى يناديك.. لكى نصبح معا عالما واحدا».



لا، لم تعرف المدام أننى أخونها.. لكنها ضبطتنى وأنا أكتب رسالة غرامية
ساخنة.. فطردتنى أنا والسائق.. لماذا يظن أصحاب البيوت دائما أن علاقات
الحب لاتنشأ إلا بين الخادمة والسائق.. ولماذا يتحمل السائق أحيانا ذنب حب
الخادمة.. للبيه !



لذلك كله.. قدمت استقالة مسببة للمدام فى اليوم التالى.. وتركت لها
التليفون الآخر فى المطبخ على أمل أن تفتش فى رسائلى وتتعرف على رقم تليفون
«البيه الدكتور».. الذى لم يدافع عنى وهو يسمعها تطردنى.. الحمد لله أننى
لم أتزوج هذا الرجل الذى لايملك كلمة فى بيته.. !

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ههههههههههههههه

بصراحة القصة ممتعة

اسلوب الحوار والسرد

والنهاية كمان حلوة

تسلم الايادى على النقل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القصة الثانية

زوجة غبية جدا.. كلما أمكن !

أخيرا أخيرا.. أقنعت زوجى مصطفى بعد خمس سنوات زواج أننى: غبية جدا !
الحمد لله، أقولها وأنا أرفع يدى للسماء، وأنا أطبخ وأنا أحكى لأطفالى
حدوتة قبل النوم، وأنا أدبر مصروف البيت آخر كل شهر، لا يعرف قيمة ما حققته
بعد جهد وصبر ومعاناة إلا زوجة مثلى رزقها الله زوجا مسكينا يتصور أنه
أذكى مخلوقاته، يفهمها وهى طايرة، و يعتقد أن ذكاء المرأة عورة وتفكيرها
خيانة ومناقشاتها فساد.

أنا غبية، غبية وأعيش، غبية وفى يدى ثلاثة أطفال ليس لهم ذنب فى نظرة أبيهم
لعقل زوجته، لم أفكر مرة فى الانفصال، أنا أعيش من أجل أطفالى، أعيش الآن
من أجل بيت مستقر لايخافون منه ولا يبتعدون عنه، الحياة اختيارات.. أنت
قلتها بدل المرة عشرة، كل إنسان يختار مصيره ومشواره، وأنا اخترت أن أكون
أما.. حتى لو ضحيت بأبسط حقوقى.. أن أفكر !



هل أصبح التفكير ياصديقى.. غلطة الزوجة المحبة لبيتها ولو على حساب نفسها ؟


كان ياما كان.. فى يوم من الأيام، قابلت مصطفى فى الصيدلية التى كنت أعمل
بها، أقنعنى من طلته الأولى أنه إنسان محدود التفكير، يدور حول نفسه، يبحث
عن شىء لايعرفه، يقاوم شهادة بكالوريوس الصيدلة التى يحملها، يبدو مثل
طاووس مسكين مطرود من حديقة الحيوان لعدم قدرته على جذب أنظار الأطفال.

كان يشبه السر، كأنه علبة مغلقة لاتعرف إن كانت فارغة أم تخفى هدية ثمينة..
لا أفهمه، هل لهذا السبب أحببته، تحب المرأة الرجل الغامض بسلامته.. كأن
كلنا سعاد حسنى وكلهم حسين فهمى !


تصور أحببته، مع أننى أجمل من سعاد حسنى.. ومازلت بفضل غبائى، ومع أنه أيضا ليس له أى علاقة بوسامة حسين فهمى !

تخرجت فى كلية الصيدلة بعده بدفعتين.. وكان عمدا ودائما يقول لصاحب
الصيدلية التى نعمل بها معا إنه خريج آخر دفعة محترمة فى الكلية، كان
يقولها علنا وكنت أبتلعها كأنه يتكلم عن كلية أخرى ودفعة لا علاقة لى بها.



وفى يوم، كان يأتى ليتسلم منى دائما وردية الليل.. أعلن لى عن رغبته أن
يزورنا فى البيت.. وفهمت المعنى الذى يمكن أن تفهمه أى بنت مثلى.. وقلت له
وأنا أدرب نفسى على الخجل: تشرف.. أى وقت، فقال بجرأة حسدته عليها: تعرفى
تعملى محشى كرنب وورق عنب وملوخية وحمام وصينية مكرونة فى الفرن ورقاق وأم
على!


أظن أننى يومها قلت فى سرى وربما سمعنى: يا نهار أسود!

وزارنا الدكتور مصطفى كما كان يحب أن أناديه ومازلت، وهو يخفى علبة
شيكولاتة صغيرة بين يديه، كان يبدو مترددا أن يتركها أو يحملها معه بعد
الغداء، وبينما كانت أمى تجلس فى انتظار كلمة من عريس منتظر.. وأخى الصغير
يلعب دور الأب فى غيابه بعد انفصاله عن حياتنا، ظل الدكتور يختبر الثلاثة:
أنا وأمى وأخى.. أسئلة مفضوحة عن الأب الغائب ومصروف البيت ودرجاتى فى
الجامعة.. ثم وقف فجأة يمد يده ويشكرنا على الغداء الذى يذكره بأكل أمه فى
البلد!



غادر ونحن نتبادل النظرات.. وأجمعنا فى نفس واحد بعد انصرافه أنه جاء ليأكل
فعلا.. وليس لأى سبب آخر تصورناه، وهكذا مضت الأيام.. حتى طلب منى مرة
أخرى أن يأتى بيتنا على العشاء فى يوم إجازته لموضوع لا يؤجل.. جاء وأكل
وشرب وكاد يتمدد ثم أخرج من حقيبة جلد قديمة لاتفارقه عقدا يثبت أنه اشترى
نصف الصيدلية التى نعمل بها!



وعلى باب الخروج- كأنه تذكر شيئا- قال مفاجئا الجميع: ياحماتى.. أنا على فكرة بأطلب منك إيد ابنتك.. مبروك علينا !



هو قرر.. أن أمى أصبحت حماته، وأنا زوجته، وأخى الصغير عمه، والبيت بيته،
ومبروك علينا دون أن ينتظر ردا، لكن الحقيقة.. ظروفى وعمرى الذى تخطى
الثلاثين دون أن يقف على بابى عريس، وتعبى من العمل المرهق كل يوم أكثر من
عشر ساعات، وحياتى التى تفتقد الأب بكل هيبته وهيئته، وقلبى الذى أحب مصطفى
رغم لسعات دماغه وغموضه... جعلنى لا أفكر فى كل عيوبه التى تشبه بقع الحبر
على الملابس وأوافق.



ومن يومها قررت أن أبدو غبية أمامه كلما أمكن.. ولم أكن غبية لكن الغباء
عادة يمكن أن نكتسبها بالوقت والممارسة ونستريح، لقد أدركت معه نعمة
الغباء، وهى صفة أرجو أن يتحلى بها معظم النساء دون أن يخبرن أزواجهن
بالسر، الغباء هو أن تبدو الزوجة أمام زوجها لاتعرف ولاتريد أن تعرف..
مبتسمة فى بلاهة طول الوقت.. مستسلمة للنوم أغلب الظن.. لاتجادل ولا تسأل
ولا تدخل فى مناقشات هى الخاسرة دائما فى آخر الفيلم.



ارتاح مصطفى لمستوى غبائى من أول يوم، فإذا سألنى عن شىء.. ردى هو: اللى
تشوفه، إذا طلب شيئا حتى ولو لن أنفذه.. أقول له: حاضر، لو بدأ مناقشة ما
وأخذ رأيى.. أفرسه وأعمل نفسى ولا أنا هنا !

هذه وصفة مريحة هادئة هانئة لكل زوجة تريد زواجا سعيدا يدوم، الحوارات
الطويلة هى التى تفسد الزواج، وتكسر العلاقة، وتهدد أمن البيت، كل زوج مهما
كان غبيا.. يريد من هى أغبى منه، يريد أن يكتسح ويفوز ويناور ويكسب ويقف
أمام نفسه ويقول إنه أذكى إخواته، أنا كبّرت دماغى ولو تصور البعض مثل أمى
أننى فرطت فى شهادتى وعلمى وجمالى وذكائى لمصلحة رجل يتصور أن عبقريته
تتجاوز أينشتاين، وبذكائه يدير العالم كما يريد،

هل قلت لك إنه فى السنوات
القليلة الماضية اشترى الصيدلية التى كان يعمل بها كلها، واشترى نصيبا فى
عمارة، واشترى سيارة نقل وتاكسى للأجرة، هو ماهر فى التجارة ولو تقشف على
بيته وأولاده وزوجته، لقد أتاح له غبائى أن يفكر وحده ويعمل فى هدوء دون
نكد منى ومناقشات لاتودى ولا تجيب،

أما أنا أكاد أقول لك بجد إننى أسعد
زوجة فى الدنيا، أولادى فى حضنى وزوجى لايفكر فى مجرد النظر لأخرى.. فهل
سيجد امرأة تملك نصف مواصفاتى، أتمتع بحياتى بدون وجع قلب، وفى دولابى
أحتفظ بكل عقود ما يشتريه مصطفى بعد أن يكتبه باسمى.



يبدو أننى نسيت أن أقول لك إن من ضمن مميزات الغباء إقناع الزوج بطريقة
سهلة جدا بضرورة أن يكتب كل شىء باسمى هربا من الحسد ومن الضرائب أيضا!


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
فنجان قهوة


أحب زوجى إلى درجة الجنون، وأغير عليه إلى درجة الجنون، أغير عليه أحيانا من نفسه إذا نظر فى المرآة دقيقة.. وكثيراً من نفسى لمجرد أن أتصوره مع امرأة غيرى، أموت لو مرت بنا إمرأة جميلة.. فينظر لها من تحت لتحت، أو تنظر له بوقاحة وعينى فى عينها دون مراعاة لمشاعرى، هكذا النساء الآن.. ولا داعى لأن تقول لى بطريقتك المتوقعة: ليس كل النساء، لا كل النساء.. أنت، ولا كل النساء.. هن!

كل النساء صدقنى أنا، كل امرأة تنظر للرجل الذى تملكه امرأة أخرى..، هل وجعت قلبك بعبارة: الرجل الذى تملكه امرأة، أرجوك لاتقاطعنى.. كل رجل متزوج هو ملك لزوجته.. وفلسفتى فى ذلك أن الرجل يملك كل شىء.. والمرأة تملك الرجل فتملك كل مايملكه: بيته وقلبه ونفوذه وفلوسه وحياته وسلوكه وتصرفاته وأفكاره. هل تريد من أى امرأة أن تكون ملاكا.. فتترك زوجها يفكر كما يريد ويتصرف كما يشاء ويكسب وينفق بالطريقة التى يحبها، هل تريدها أن تتركه هكذا حرا كما ولدته أمه يمشى على «حل شعره»!

الرجل لايترك حراً إلا بالموت.. موته هو طبعاً، أما ماقبل ذلك.. فشعارى: لا تتركى لزوجك فرصة للتفكير.. إلا فى كيف ينجو من غضبك ومشاكله معك!

أنا خبيرة بالرجال، هذا صنف يجب أن يظل مطارداً بالغيرة بالشك بالنكد بالحيرة، ولو كنت أكملت تعليمى بعد الثانوية العامة.. كنت اخترعت فصولا لمحو أمية النساء فى فن التعامل مع الرجال على طريقتى الخاصة. ومع ذلك فأنا أعلم حصصى بشكل عملى مع زوجى.


لكن الغيرة، شىء فى نفسى، شىء فى ضعفى، شىء فى أعصابى التى لاتحتمل وجود طيف امرأة أخرى فى حياة زوجى ولو كانت أمه، أنا أغير على زوجى من يسرا فى فيلم السهرة، من هند صبرى على غلاف مجلة، من وزيرة البيئة ولو كانت خبرا بالجريدة، من.. وطبعاً من زميلاته فى العمل، هذه الغيرة هى التى جعلتنى زوجة فى عامها التاسع حتى الآن، لو كان قلبى أبيض مثل اللبن الحليب، بلهاء ساذجة خايبة مثل نساء كثيرات، أفوت وأطنش وأخاف على قلب زوجى من جرح مشاعره الملهوفة على ضل امرأة تشغله أو تنفخ فيه فيتصور نفسه طاووسا ملونا تموت فى نظرة منه ويموت فى تسبيلة عينيها، كنت ضعت، خلقنى الله غيورة لكى أقتل أى محاولة إعجاب قبل أن تصبح مشروع حب.


ومع ذلك، أنا طيبة، حنونة، لا أشخط فى زوجى ولا أمسك فى رقبته، أنا فقط أحذره بلطف وأراقبه بحذر وأحافظ عليه ببعض النكد من حين إلى آخر دون أن أتهمه فى امرأة أو أفتح عينيه على أخرى. وهو يعلم أننى مجنونة وعلى شعرة.. ولو قطعها فسأتحول بدون جهد إلى قط شرس أو كلب سعران.. هو يعرف ويتجنب جنونى ويبتعد عن كل ما يثير الشك فى عقلى الباطن، وهو.. أنا أحبه، أحب هذا الرجل الطيب الذى يتجنب عاصفتى قبل أن تقوم وبركانى قبل أن يثور.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.