فلاتر المياه التجارية

[Hamdy Tawfik-manar9 0]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

حذر الدكتور محمد الراشد في قسم إدارة موارد المياه في معهد الكويت
للأبحاث العلمية من الآثار الصحية الناجمة عن استخدامات المرشحات او
الفلاتر التجارية، وأشار إلى ان المعهد قام بناء على طلب من احدى الشركات
بتحليل للمياه للاشارة إلى انخفاض نسبة الاملاح فيها، منبها إلى انه مجرد
تحليل وليس شهادة تكفل صحية استخدام المياه المفلترة، كما يمكن للناس ان
تظن عند رؤيتها للتحليل الموقع والمصدق، وعليه «فمعهد الأبحاث والعاملون
فيه لا يقدمون ضمانة او حتى شرعية للنتيجة التي وصلوا اليها نتيجة التحليل
ولا يكفلون ان استعمالها خال من الاضرار الجانبية».
وشرح الراشد لـ «الرأي العام» انواع الفلاتر او المرشحات التجارية، مركزا
على صحية نوع واحد منها هو مرشح السيراميك «الأرخص والأحسن من غيره من
الانواع التي يروج لها»، موضحا ان «هذا الفلتر هو افضل ما يستخدم في
البيوت على عكس المرشحات الأخرى كمرشح الكربون المنشط ومرشح العكسي
والكربون والمنشط، بالاضافة إلى وحدة التناضح العكسي التي تستخدم لازالة
الملوحة وبعض الملوثات وفكرتها هي تعريض المياه المالحة لضغط شديد لتعبر
المياه العذبة منها خلال الغشاء شبه النفاذ تاركة وراءها الاملاح
والملوثات».
واعتبر ان «استخدام وحدة التناضح العكسي مع مياه عذبة أصلا يفقدها العناصر
والاملاح الضرورية للجسم»، مشيرا إلى ان هذه «المرشحات الثلاثة لا تصلح
لمياه التحلية في الكويت لان فيها نسبة املاح موزونة وفقا للقياسات
العالمية وحسب مواصفات منظمة الصحة العالمية، واذا ما تم استخدام هذه
الفلاتر لمياهنا فسيحدث تفاعل عكسي يفقدها العناصر والاملاح الضرورية
للجسم».
وحول المياه المقطرة أكد الراشد ان «المياه ذات نسبة الاملاح القليلة او
المقطرة التي يشربها الانسان هي نفسها التي نستخدمها في بطاريات السيارات
وبين سبب الضرر فيها «لامتصاصها الاملاح والمعادن داخل جسم الانسان او في
غذائه عندما يقوم بشربها».
واضاف ان «الشركات التجارية عندما تقوم بخطط ترويجية لفلاترها تستخدم بعض
الاختبارات الشائكة كقيامها مثلا باختبار تلوث المياه من خلال وضع قضيبين
حديديين في المياه فتظهر مادة حمراء لابراز عملية التفاعل»، موضحا ان
«المادة الحمراء ستظهر لا محالة في اختبار كهذا مهما اختلفت نوعية المياه
التي نفحصها باستثناء المقطرة، فحتى لو اخذنا مثلا «المياه المعبأة التي
نبتاعها من الجمعيات، فإن المادة الحمراء ستظهر ليس نتيجة التفاعل الذي
يحاول الاختبار اثباته، بل ظهورها هو على كل انواع المياه باستثناء
المقطرة التي هي الاخطر».
وافاد ن مثل هذه «الادعاءات هي فقط للترويج وايهام الناس ان تلك المياه هي
غير صالحة للشرب او انها ملوثة»، وشدد على ان «هناك فرقا بين التحليل
والشهادة، وان المعهد قام بتحليل اظهر انخفاض نسبة الملوحة في المياه
لشركة ما لكن هذا التحليل لا يعطي الشرعية لاستعمال المياه واستهلاكها».
وتابع «يبين اثر تحليل لمخرجات احد انظمة المعالجة التجارية بعد ثمانية
اشهر من الاستخدام ان نسبة الحموضة قليلة وكأن الانسان يشرب حامضا، وهو
امر غير صحي، لذلك على المستهلك ألا يشتري هذه الفلاتر وعوضا عنها يلجأ
إلى فلاتر السيراميك».
ولعل الخطر في شرب المياه المقطرة الخالية من الاملاح لا يقتصر على خسارة
للمواد المهمة مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والعناصر النادرة
كالمغنيزيوم في جسم الانسان بل يصل إلى تهديد صحة الانسان من خلال عوارض
جمة مثل الخلل في ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم دون اغفال اثر المياه
المقطرة في حال تم استخدامها في الطبخ اذ تسحب العناصر المفيدة لجسم
الانسان من الغذاء.
كما تطرق الراشد إلى الفلاتر التي تزيل العسر من المياه مؤكدا ان فقدان
المياه لمادتي الكالسيوم والمغنيزيوم يؤثر على امتصاص الجسم للعناصر
الأساسية، ويزيد من احتمال الاصابة بالسكتة القلبية»، وأظهر لأهمية
الكالسيوم كعنصر أساسي في بناء العظام والاسنان وقدرته على مقاومة
اضطرابات الاعصاب لدى المسنين وارتفاع ضغط الدم والتقليل من حالات الولادة
المبكرة والولادة بوزن ناقص.
وأوضح الراشد ان «الكالسيوم عامل مفيد لمرونة انقباضات عضلات القلب وتوصل
الرسائل الدماغية عبر الخلايا وتجلط الدم المفيد»، مشيرا إلى ان «المناطق
التي تعتمد في شربها على مياه النهر أكثر حمضية سجلت معدلات مرتفعة في
حالات الاصابة بالسكتة القلبية وتركيز اقل للكالسيوم والماغنيزيوم مقارنة
بمناطق اخرى تعتمد على مياه اكثر قاعدية واكثر كالسيوم وماغنيزيوم.
وتسبب نقص الكالسيوم حسب الراشد «بالعديد من أمراض العظام والمفاصل
بالاضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وبعض الامراض القلبية وظهور النوع الثاني من
مرضى السكري».
وبالنسبة للكمية من الكالسيوم الموصى بها يوميا للبالغين هي بين 700 وألفي
ملغ حتى ان الدراسات اثبتت ان امتصاص الجسم للكالسيوم من المياه المعدنية
اكبر من امتصاصه من منتجات الألبان ولم يغفل الراشد اهمية المياه ذات
العسر الطبيعي والتي تحتوي على معدلات طبيعية من الكالسيوم بمقاومة انواع
معينة من امراض السرطان كسرطان البنكرياس وسرطان المريء وسرطان الثدي.
أما بالنسبة للآثار السلبية للمياه العالية العسر فتحدث الراشد عن حالة
الاسهال التي تظهر لدى زيادة المغنيزيوم زيادة كبيرة مع ارتفاع نسبة
الكبريتات، موضحاً «ان المياه العالية العسر والتي تكون صالحة لاكثر من
الف ملم (خارج نطاق مواصفات مياه الشرب) فتسبب العديد من امراض القلب
والشرايين وبعض انواع السرطان والاكزيما لدى الأطفال.

المصدر
الراي العام الكويتية