اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
Hamdy Tawfik-manar9

دراسة نفسية تؤكد: ذاكرتك الغنية تنقلك بعيداً عن الأحزان ! فهل زودتها بأسعد الأوقات؟

Recommended Posts




قال الأولون .. إن الذاكرة أجمل الحدائق، وهي بذور الماضي التي تتفتح في الحاضر والمستقبل،
وقال عنها الفيلسوف «شيشرون» إنها أغلى المجوهرات، والحارسة لجميع الأشياء!
اليوم ومع ضغوط ومشاكل العصر الراهن، أكدت دراسة نفسية حديثة: إن الإنسان، خاصةً المتزوجين،
بحاجة للعودة إلي ذكرياتهم السعيدة؛ كغريق يلوذ بحبل النجاة وقت الشدة والخلافات!!
فهل أعددت نفسك كزوجة لهذه اللحظة؟ وهل زودت ذاكرتك بالمواقف الحلوة الطيبة
لتأخذي منها فتنقلك بعيداً؟!عن الذاكرة والذكريات الحلوة والمؤلمة،
والعناصر المؤثرة وارتباطها بالعمر.. أعدت دراسات وتكلم المختصون ..

أخطاء الذاكرة

عرف الطب النفسي الذاكرة: بأنها كلمة شاملة لكل ما تعلمتاه والأحداث التي مرت بنا في الماضي، وهي بمثابة جهاز تخزين للمعلومات وملكة لاسترجاع المعلومات إرادياً وبطريقة منسقة.
لذلك تعد ذاكرة الإنسان من أشمل وأكثر الأجهزة تعقيداً في الوجود
إذن لماذا تختفي بعض الذكريات الجميلة من الذاكرة، في الوقت الذي تظل عالقة بها بعض الذكريات المؤلمة؟ والتي كنا نتمنى نسيانها؟ يجيب الدكتور «دانيال شاكر»، رئيس قسم علم النفس بجامعة «هارفارد» في دراسته عن أخطاء الذاكرة: إن الذاكرة مع الوقت تنسي تفاصيل بعض الأحداث، مما يسبب الإزعاج لصاحبها فهذه الذكرى يمكن أن تحمل قيمة رمزية معينة كانت تود الاحتفاظ بها.

النسيان والشرود

ويتابع: ولتفادي حالات النسيان يمكن بذل بعض الجهد في محاولة لتثبيت الشيء المراد الاحتفاظ به كذكرى في الذاكرة وذلك أثناء حدوثه، ويتم بالتركيز على التفاصيل.
فإن كان المطلوب تذكر الأسماء فيجب ربطها بالشخصية، والتركيز على السمات المميزة لها،

ومحاولة إيجاد أوجه شبه بينها وبين شخصيات أخرى معروفة وشهيرة، ليسهل استدعاء الاسم بعد ذلك، كما يمكن تدريب النفس في اليوم التالي على محاولة تذكر هذا الاسم بعد ذلك، مع تفاصيل صغيرة في مظهرها العام .

نتائج عكسية

ويرى الدكتور محمد دوارة، أستاذ الطب النفسي بالجامعة: إن حالات شرود الذهن، والتي تأخذ شكل النسيان، ترجع إلى عدم التركيز في الأشياء الصغيرة لما تقوم به المرأة أثناء أدائها المهام اليومية، وهذا بالطبع يصيبها بنوع من الإزعاج والضيق.

ويضيف: والمعروف أن الذاكرة تعطي الأولوية دائماً للأحداث التي يمكن أن تهدد البقاء علي قيد الحياة، حتى نتعلم من هذه الأحداث وننتبه لأخطارها مع الأخذ في الاعتبار أن محاولات عدم التركيز على حادث مؤلم بهدف نسيانه تأتي بنتيجة عكسية، إذ يظل عالقاً في الذهن على الدوام، لأجل هذا ينصح بمواجهة التجارب المؤلمة والتحدث عنها لأن ذلك أفضل سلاح لمقاومتها ونسيانها.

الذاكرة أجمل الحدائق

وبنظرة فلسفية جميلة يرى الدكتور «يسري عبد المحسن» الأستاذ بالقصر العيني: إن المروج والذكريات الغنّاء التي يختزنها كل منا في ذاكرته، أيام الصبا الأولى والشباب والخطبة وعقد القران، تعينه على التصدي للمشاكل، وان السلام الذي تحمله إلينا الذكريات لا تأتينا عبر آخر، فهي تنقلنا بعيداً عن ضغوط عصر السوبر ماركت الراهن إلى زمن فات فتتذوقه من جديد، كما لم نعرف له طعماً عندما عشناه!!

وعلى كل من الزوج والزوجة أن تكون لهما ذاكرة تضم أجمل لحظاتهما ومواقفهما الخاصة، مثل أول هدية، أول كلمة حب، أول مكان لقاء وهكذا لتصبح ذاكرتهما أجمل الحدائق يغفو الشتاء فيها والصيف ويهجع الماضي، وكلها مستعدة لزيارتنا إذا نحن دعوناها.
وبصفة عامة إذا أراد الزوج السلام النفسي فلينس الشوك وليتذكر الزهر وحده.

أين نظارتي

كثيراً ما تسأل المرأة عنها وهي بين يديها! وتحليل لهذه الواقعة كما ترى الدكتورة سهير عودة الأستاذة بكلية البنات: إن هناك أسباباً نفسية وأخرى مرضية وراء النسيان واختلال وظائف الذاكرة النفسية مثل:
> عدم التركيز أثناء تعلم شيء ما.
> عدم الاهتمام أصلاً بالموضوع، أو يكون هناك مشوشات تتداخل مع عملية الذاكرة، كالذي يحاول أن يقرأ وهو يتابع التليفزيون في آن واحد.

> الضغوط النفسية التي يعاني منها الشخص وهي غير واضحة للعيان، لكنها تظهر في صورة فقدان للذاكرة أمام الناس نتيجة للإرهاق.
> أما الأسباب المرضية فهي: تعتمد على درجة الضرر بخلايا المخ مثل القلق والتوتر الشديد، والاكتئاب والشيزوفرينيا والحالات الهستيرية، كذلك حالات الإدمان والمخدرات، مما يختل بدرجة الذاكرة حسب درجة العلاج.

همسات سريعة في أذني الزوجين

1 على كل زوجة أو زوج أن يعيدا احتفالية المواقف الحلوة بين فترة وأخرى.
2 بدون الذاكرة لا يستطيع الإنسان تعلم شيء، أو الاحتفاظ بالخبرات السابقة، والذاكرة الإنسانية تنقل المعلومات عبر الحضارات والأجيال
3 يلجأ كل منا إلى ذكرياته الشخصية.. كما يلوذ الفريق بحبل النجاة.
4 ما أجمل العودة إلى ذكريات الشباب والحب وقت الجدب أو بوار العلاقة الزوجية، فهي تنسي الهموم إلي حد ما.
5 الواقعة المعرفية المنطقية المرتبطة بمشاعر سلبية تبقى أكثر.
6 الرجل يتذكر الجانب العاطفي من الحادثة أكثر من جانبها المؤلم، عكس المرأة.
7 اهتمام المرأة بأسرتها وعلاقاتها الإنسانية أكثر من الرجل جعلها متيقظة حذرة لكل حركة وموقف يحدث حولها متذكرة له.
8 الحزن والفزع وحالات الاكتئاب تؤدي إلى حالات من فقدان الذاكرة.
9 أولى حالات اختلال الذاكرة تأتي في صورة سهو ونسيان وعدم تقدير دقيق لمرور الزمان، ثم فقدان الإحساس بالزمان وصعوبة التعرف على الشخصيات والاتجاهات، كأن لا يعرف الشخص كيفية العودة إلى المنزل.

دور الزوجة المحبة

يرى الدكتور “إسماعيل يوسف”، أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس أن كل علاقة سوية بمواقفها القديمة والحديثة معاً تنتهي بعد فترة من السنين إلى ذكريات ثنائية ممتعة، يتبادلها الزوجان، والرجل والمرأة متساويان في تذكرها إن أرادا.
وإن كان هناك بعض من النساء لا يتمتعن بالسماحة والتسامح، فلا ينسين المواقف السيئة، المحزنة، المؤلمة، رغم أن إثارتها وتذكرها يمثل ضغينة تتكرر وتحبيِ الآلام

كوب ساخن في جو صقيع !

وينصح الدكتور يسري: إذن على كل زوجة أن تعيد ترتيب ذكرياتها وتوطيدها بين فترة وأخرى ، وذلك باسترجاعها وظهورها أمام عينها، وكأنها تشحن بطاريتها العاطفية، لتستطيع مواصلة حياتها بضغوطها ومشاكلها .
لكل زوجين ذكريات حلوة جمعتهما منذ بداية ارتباطهما، فلا مانع من تذكر بعضاً منها بإحدى الجلسات الودودة، أو زيارة بعض الأماكن التي التقيا وتقابلا فيها! وهكذا تمضي الحياة، وكأنك أيتها الزوجة تقدمين كوباً من الشراب الساخن في يوم بارد صقيع، أو باقة من الزهور في صحراء قاحلة تختفي فيها الألوان المبهجة وانتظري النتيجة.

لتذكر والعواطف

أثبت العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين كل من عملية خزن المعلومات والتذكر وبين العواطف، والدليل على ذلك أن الإنسان الذي يثور يصعب عليه التذكر، والثائر عاطفياً يفقد القدرة على خزن المعلومات في خلايا مخه في بعض الأحيان، وقد تقوي أحياناً هذه القدرة لدرجة أنه يخزن أدق التفاصيل.

تمارين الذاكرة

> استعملي أسلوب المبالغة والصور الملونة لتذكر الأحداث المراد تذكيرها.
> اكتبي قائمة بالأحرف الأولى بالأشياء المراد تذكرها، أو تصوري كلمة أخرى مرادفة لها.
> كرري الاسم المراد تذكره عدة مرات بصوت مرتفع.
> حاولي أن تجمعي في ذهنك بين الاسم والشكل.
> أفضل الوسائل هي: استخدام الورقة والقلم لتدوين الأشياء المراد تذكرها.

منقوول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اضافة للموضوع نقلا عن موقع اسلام اون لاين

تخلص من ضغوط الحياة.. بسر الصلاة

أستيقظ من نومي، ألهث في دروب الحياة.. اجتماعات، أوراق، مكالمات، مشاكل، فوضى، وطرق مزدحمة. إيقاع الحياة المتسارع يضغط على أعصابي، ومشاعر القلق والتوتر لا تفارقني، أشعر كأنني أغرق في بحر من الهموم والضغوط المتلاحقة، وقبل أن أفقد القدرة على السمع والإبصار، يأتيني صوته -صلى الله عليه وسلم- هاتفا عبر أربعة عشر قرنا من الزمان "أرحنا بها يا بلال"، ويثور التساؤل الحائر: لماذا فقدت الصلاة قدرتها على بث الراحة والسلام بين جنبات نفوسنا المكدودة؟ وكيف يمكننا أن نستعيد الطاقة الكامنة في العبادات المختلفة بحيث تؤدي دورها في بعث الراحة والسكينة والسلام النفسي بداخلنا؟.

قد يثور البعض محتجا بأن علينا أن نؤدي العبادات المختلفة طاعة لله بدون النظر للفائدة المتحققة منها، ولكنني أحسب أن العبادات ما شرعت إلا لتضبط إيقاع حياتنا ولتضمن التوازن السوي بين جنبات نفوسنا وتملأها بالراحة والسكينة والأمان، وذلك من خلال التواصل مع خالقنا وبارينا والقوة المسيطرة على هذا الكون بما فيه ومن فيه "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". فنحن مأمورون بأن نؤدي العبادات المختلفة على الوجه الأكمل، ونحن مأمورون بأن نتدبر ونتفكر حتى نعيد للعبادات المختلفة وظيفتها المفقودة.

الضغوط العصبية.. تعريف.. أنواع وآثار

وقد يكون من المفيد -قبل أن نغوص في بحار العبادات المختلفة باحثين عن جوهرها ودررها- أن نتعرف على الضغوط العصبية.. معناها، أنواعها، وتأثيراتها؛ فإيقاع الحياة المتسارع يضعنا دوما تحت عجلة الضغوط المزمنة، وهذه الضغوط تؤثر تقريبا على كل مكونات الإنسان،

ويضاعف من خطورة هذه الضغوط المزمنة أن تأثيراتها تتسلل في الخفاء وتفعل فعلها بصورة تدريجية وغير ملحوظة بحيث لا يدرك الإنسان حجم ما أصابه من خسائر إلا في المراحل المتأخرة.

تحدث الضغوط تأثيراتها على جسم الإنسان من خلال متلازمة الاستجابة العامة للضغوط (General stress response syndrome)؛ فمن خلال استجابة العراك والفرار (Fight and flight response) يعد الجسم نفسه لمواجهة الخطر أو الهروب منه بإفراز هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، والتي تزيد من طاقة الجسم، وهذه الاستجابة تعتبر ملائمة جدا للضغوط الوقتية قصيرة الأمد حيث تؤدي إلى حماية الجسم من الأخطار التي تحدق به،

ولكن الخطورة تكمن في استمرار الضغوط مما يؤدي لتراكم هذه الهرمونات التي لا تجد لها أي مخرج محدثة انفجارا داخليا للطاقة واختلاطا بين طاقة العقل وطاقة الجسد مما يحدث تشوشا وارتباكا شديد الخطورة، وتزداد الخطورة إذا شعر الإنسان بأنه لا يملك قرار المفاضلة بين المواجهة أو الهروب وبأنه مجبر على أي من الخيارين.

ويمكن تقسيم مراحل استجابة الجسم عند التعرض للضغوط المختلفة إلى ثلاث مراحل، وهي:

1.

مرحلة الإنذار، وفيها يزداد معدل إفراز الهرمونات سالفة الذكر.
2.

مرحلة المقاومة، وفيها يحدث نفاد للطاقة المتولدة في مرحلة الإنذار.
3.

مرحلة التهالك والإجهاد، التي يمكن اعتبارها نتاجا للضغوط المستمرة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغير ذلك من الأمراض والمشاكل التي تنتج عن التعرض المستمر للضغوط.

كما يمكن تقسيم الضغوط المختلفة بحسب مصادرها إلى: ضغوط داخلية (وهى الضغوط الناتجة عن سمات الإنسان الشخصية) وضغوط خارجية (نتاج عوامل خارجية). وأيضا يمكن تقسيمها بحسب استجابة الإنسان لها إلى: ضغوط بناءة (تدفع لمزيد من العمل والإنجاز) وضغوط هدامة ومعوقة. وبحسب فترة التعرض يمكننا تقسيم الضغوط إلى: ضغوط وقتية متقطعة وضغوط مستمرة مزمنة.

وللضغوط آثارها الجسدية والعقلية والنفسية، وقائمة التأثيرات طويلة وممتدة ويصعب حصرها. فالآثار الجسدية تنتج عن تأثر كافة أجهزة الجسم، وينتج عنها أمراض القلب وقرح المعدة والقولون العصبي، بالإضافة لزيادة نسبة حدوث داء السكري ومضاعفاته، كما تتأثر الخصوبة، ويتأثر جهاز المناعة محدثا ضعفا عاما في مناعة الجسم وزيادة في معدل حدوث السرطانات المختلفة. والتأثيرات النفسية تشمل فيما تشمل الوسواس والفوبيا والاكتئاب واضطرابات النوم المختلفة، بينما تقع اضطرابات الذاكرة تحت الاختلال في الوظائف العقلية.

كيف نتعامل مع الضغوط؟

يوميات إنسان معاصر

قد لا نستطيع في هذه العجالة أن نوضح كل الآثار السلبية لبقاء الإنسان فترات طويلة تحت ضغوط مستمرة، ولكننا على الأقل نستطيع دق ناقوس الخطر محذرين من آثار هذه الضغوط على صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية، ومطالبين بالبحث الدءوب عن حل لهذه المشكلة التي تتفاقم كل يوم. وبما أنه قد يكون من المستحيل تغيير نمط وإيقاع الحياة المتسارع للغالبية العظمى ممن يعيشون في مجتمعاتنا الآن، ومع التسليم بفشل الطب الرسمي بعقاقيره وكيماوياته في التعامل مع هذه المعضلة، فقد اتجه العلم للبحث عن سبل جديدة للوقاية والتخفيف من الآثار المدمرة للضغوط المزمنة مثل تدريبات الاسترخاء والتأمل والتخيل واليوجا وفلسفتها؛ وخضعت هذه الطرق المختلفة للبحث العلمي المنضبط لتحديد مدى فاعليتها وطريقة عملها.

والأبحاث المختلفة أكدت مدى فعالية هذه الوسائل في التقليل من هذه الضغوط وفي علاج آثارها المختلفة؛ وبالتالي أصبحت هذه الوسائل المختلفة تدرج في البرامج التي تستخدم للوقاية من الضغوط أو في علاج آثارها السلبية على جسم الإنسان. والنظرة المتأملة تكشف عن تواجد هذه الوسائل بوفرة في عباداتنا المختلفة إذا أحسنا الفهم والأداء.. فهل يمكن أن يكون الحل في أن يجد كل منا لنفسه واحة يصنعها لنفسه ويفر إليها من هجير صحراء الحياة؟.

ويثور التساؤل: ما هي هذه الواحات التي يمكننا أن نقترحها نتيجة فهمنا لوسائل علاج الضغوط المستخدمة في الغرب؟ وما هي الآليات التي تفعل بها فعلها السحري في تخفيف الضغوط؟.

واحة الإيمان

من الملاحظ أن تأثيرات نفس الضغوط تختلف باختلاف الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الضغوط، ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن تأثيرات الضغوط لا تعتمد على حجمها ونوعيتها بقدر ما تعتمد على استقبال الإنسان لحجم التهديد. أي إن الاستجابة للضغوط لا يصنعها المثير ولكن تصنعها الطريقة التي تم بها استقبال هذه الضغوط، فتفاعلنا مع الضغوط ينشط بناء على استجابتنا العصبية وبناء على إدراكنا لحجم التهديد مقارنة بنظرتنا نحن للعالم من حولنا ومقارنة بإدراكنا لحجم تحكمنا نحن في الظروف المحيطة بنا، ولقد أثبتت الدراسات انخفاض مستوى الضغوط ومستوى الاستجابة لها عند من يشعرون بقدر أكبر من القدرة على التحكم في الظروف المحيطة بهم.

إذا كان العلماء والدارسون يعتبرون أن فلسفة اليوجا ونظرتها للعالم تعتبر من أهم المحاور التي تعطي لليوجا قيمتها وفعاليتها في التعامل مع الضغوط بما تتيحه من إعادة اكتشاف الإنسان لذاته ومعناه الإنساني وبما تمنحه له من شعور بالقوة العميقة والتحكم، فهل نعيد نحن اكتشاف فلسفة الإسلام التي تعطي للإنسان قيمته وقدرته المستمدة من كونه نفخة من روح الله؟!

واحة الاسترخاء والتأمل والتفكر

حين يركز الإنسان تفكيره على فكرة أو شيء ما من أجل اكتساب القدرة على المزيد من التحكم في القدرات العقلية، فإن التأمل بهذه الصورة يوفر للإنسان طاقته الجسدية والعقلية، ولقد درس هربرت بنسون في سبعينيات القرن الماضي الاستجابة الفسيولوجية للتأمل ووجد أنه تحدث استجابة معاكسة لاستجابة العراك والفرار أو ما يعرف بـ (Relaxation response). وفيه يحدث انخفاض في معدل ضربات القلب والتنفس واحتراق الأكسجين وتوتر العضلات، وتأثير التأمل في تخفيض هذه العمليات الحيوية يفوق تأثير النوم، حيث تعطي 4-5 ساعات من النوم انخفاضا بمقدار 8% في معدل حرق الأكسجين بينما يعطي التأمل انخفاضا بمقدار 10-17% في غضون دقائق قليلة.

ولقد أثبت د. دين أورنيس في ثمانينيات القرن الماضي فائدة هذه التدريبات في علاج مرضى القلب؛ حيث حدث عند من يمارسون التأمل منهم انخفاض ملحوظ في دهون الدم الضارة (LDL) والكولسترول، كما حدث تراجع في التغيرات الحادثة في الشرايين التاجية، وحدث انخفاض في معدل ضغط الدم والمقاومة الطرفية الكلية (Total peripheral resistance).

كما أثبتت الدراسات انخفاضا ملحوظا في مستوى مؤكسدات الدهون (Oxygen free radicals) عند من يواظبون على التأمل وهذا يعني انخفاضا في نسبة التلفيات الحادثة في الأنسجة نتيجة لعمليات الأكسدة الضارة والتي تحدث عبر سنوات العمر.

وفي دراسة أجراها بنسون أثبت أن التأمل يكون أكثر فعالية فيمن يمارسونه كاستجابة لمعتقداتهم الدينية.

واحة الذكر

يمكن أن يتم التأمل بالتركيز والتفكر في شيء من مخلوقات الله (وردة أو شجرة مثلا) كما وضحنا في الفقرة السابقة. والطريقة الأخرى للتأمل تتم بالتركيز على كلمة واحدة أو عدة كلمات (الله، أو لا إله إلا الله، أو غيرها من الكلمات) وترديدها في صمت بعمق وتدبر وتركيز مع طرد صور الأفكار السيئة من العقل، وهذه الوسيلة تحدث نفس التأثيرات الفسيولوجية التي يحدثها النوع الأول. كما أنها تضيف بعدا آخر حيث يشعر المتأمل والذاكر أنه في معية الله الحكيم والمدبر.

واحة التخيل

يعتبر من أقوى وسائل تقليل الضغوط، وتزداد الفائدة منه لو اقترن استخدامه بتمرينات الاسترخاء، وعلى الإنسان -أثناء ممارسة هذه التدريبات- أن يتخيل تواجده في مكان يبعث في نفسه الراحة والسكينة.

واحة الصلاة

هذه هي الواحة الجامعة.. ففيها كل ما سبق، فيها التأمل، وفيها الذكر، وفيها يمكن أن يتخيل الإنسان تواجده بجنة عرضها السماوات والأرض، وفي الصلاة يشعر الإنسان بتمام التحكم في الكون والبيئة من حوله. وفيلسوف الهند غاندي اعتبر الصلاة مفتاح الصباح ومزلاج المساء، فهي علامة الأمل للإنسان، وهى تعني أن هناك قوة أعظم وأكثر حكمة هي التي ترشدنا في حياتنا، فلا سلام بدون منحة أو عطية من الله، ولا توجد منحة من الله بدون صلاة.

والدراسات العلمية المختلفة أثبتت أن الصلوات تؤدي دورها بالفعل؛ حيث لوحظ أن نسبة حدوث المضاعفات والوفيات في المرضى الذين يتعرضون لعمليات القلب المفتوح تقل بنسبة 12% في المرضى المتدينين، كما لوحظ فيهم أيضا انخفاض معدلات حدوث الاكتئاب المرضي المصاحب لدخول المستشفى. وللصلاة نفس التأثير -الذي يحدثه التأمل- على المصابين بأمراض القلب.

وبعد أن حاولنا استعراض بعض مما يمكن أن تفعله العبادات المختلفة من تأثيرات إيجابية على الجسم والنفس، فهل نجعل رمضان هذا العام فرصة لإعادة اكتشاف منجم العبادات الذاخر بكل نفيس؟!.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بارك الله فيك موضوع قيم وربنا يرزقنا حسن عبادته وطاعته

فعلا أصبح من النادر تلاقى شخص عنده راحة نفسية بالرغم من أدائه للعبادات

يمكن لأننا بنمارسها كعادة و ليست عبادة ربنا يهدينا جميعا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الموضوع جه في وقته اصبحنا نعاني الكثير وتتقلفنا الكثير من الافكار المسمومة التي تقضي على اهم متع الحياة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.