اﻹخﻻص والرياء ..

[medo1983 0]

المؤمن يعمل عملا صالحا لله فيراه الناس فيثنون عليه خيرا و يمدحونه فيفرح لذلك و يسر به فهل هذا نوع من أنواع الرياء يفسد العمل أم لا ؟؟

لقد فرق العلماء بين أصناف أربعة:

1: يعمل لله و يحب أن يراه الناس بعمله و طاعته ليمدحوه فيفرح لذلك المديح
فهذا يفسد العمل فيذهب الأجر و الثواب عند الله لأن الرياء دخل في أصل العمل.
و هذا هو الشرك الأصغر لا يخرج عن الملة و لكنه كبيرة من الكبائر .
- جاء في الحديث القدسي :
((أنَا أغْنى الشُّركاء عن الشِّرْك؛ مَن عمِل عملاً أشْرك فيه معي غيري تركتُه وشِرْكه))
رواه مسلم.

- جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجْر والذِّكْر
(أي مدح الناس) ما له؟

فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((لا شيءَ له))،
ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله لا يقبل من العمل إلاَّ ما كان خالصًا، وابتُغي به وجهُه)) رواه النسائي

2 : يعمل لله و لكنه ينشط في العبادة أمام الناس
و هذا قد دخل الرياء في وصف العمل

كمن يطيل في صلاته و تسبيحه وركوعه وسجوده أمام الناس
أو يزيد من الصدقة أمام الناس
يسمى هذا الشرك الخفي.

- ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
((ألاَ أُخبركم بما هو أَخوفُ عليكم عندي مِن المسيح الدجَّال؟))،
قالوا: بلى، قال: ((الشِّرك الخفي، يقوم الرجل يُصلِّي فيُزيِّن صلاته لِمَا يرى من نظَر رجل))
رواه ابن ماجه

و هذا النوع اختلف فيه العلماء و الراجح أنه لا يذهب أجر العمل كله و لكن يذهب من الأجر القدر الزائد من عمله أمام الناس مع الإثم فيه.

3: يعمل العمل لله سرا ثم يحدث به الناس
يقول للناس : عملت كذا و تصدقت بكذا البارحة
و هذا يسمى السمعة و هو كالصنف الأول يذهب أجر العمل و ثوابه.
- قال صلى الله عليه وسل:
((مَن سمَّع سمَّع الله به، ومَن راءى راءى الله به))
رواه مسلم .

- قال العز ابن عبد السلام:
"الرياء أن يعملَ لغير الله، والسُّمعة أن يُخفِي عملَه لله، ثم يُحدِّث به الناس".

4: يعمل العمل لله سرا ثم يظهره الله كرما منه و فضلا فيمدحه الناس و يثنون عليه ، فهذا لا إثم عليه و لا يفسد العمل و إن فرح بذلك المدح .

- و في ذلك المعنى حديث أبي ذرٍّ عنِ النبي صلى الله عليه وسلم :
أنَّه سُئِل عن الرجل يعمل العملَ لله مِن الخير، ويحمده الناس عليه، فقال: ((تِلك عاجِلُ بُشْرى المؤمن)) رواه مسلم.

- وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى مسعود الأنصارى قال:
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم فقال:
إنى أعمل العمل فأسره فيظهر فأفرح به قال:
(كتب لك أجران: أجر السر وأجر العلانية) .

اللهم ارزقنا الإخلاص في الأقوال و الأعمال و الأحوال...