اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
Hamdy Tawfik-manar9

التأخر الدراسي عند الاطفال -الأسباب والطرق الإرشادية العلاجية والوقائية

Recommended Posts

bism 




التأخر الدراسي أسبابه و علاجه


إعداد الباحث / نبيل علي عبد الله 

المقدمــــة
 
بسم الله خالق الإنسان .. ومعلم البيان .. نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله معلما للبشرية وهاديا للأمة وعلى من اهتدى يهديه وسلط طريقه وبعد ..
جميلة هي الحياة .. وأجمل ما فيها أن يعيش الإنسان على كوكب يشعر بأن سكانه يبذلون أقصى جهدهم في العطاء الجبار المتدفق من ننبع صاف زلال لا يحيف ولا ينقطع أبدا ..
مع إشراقة كل يوم دون كلل أو ملل .. ومن أولئك السكان توجد فئة غالية على أنفسنا .. فئة أهتم بها علماء النفس والاجتماع عبر العصور . لما لهذه الفئة من مكانة عظيمة في المجتمع الإسلامي بصفة خاصة وبالمجتمع الخارجي بصفة وبشكل عام .
بالطبع المقصود بهذه الفئة ؛ فلذات أكبادنا ( أبناؤنا ) فقد اهتم هؤلاء العلماء بدراسة سلوكهم منذ نعومة أظفارهم متطرفين إلى عملية (النمو) سواء أكان :
أ - جسميا .
ب - عقليا .
ج - اجتماعيا .
د - انفعاليا .
 
وبالتالي كانت النتيجة إيجابية بحيث أصبحت هذه الفئة ( بإذن الله ) تستطيع تحقيق ذاتها فتستفيد وتفيد المجتمع والإنسانية بأكملها .. ومن ثم أصبح الطفل محور العناية والاهتمام من قبل :
أ - الأسرة .
ب - المدرسة .
ج - المجتمع .
ولكن هذه الفئة كغيرها من فئات المجتمع تتعرض لعقبات تتعرضهم في بداية طريقهم .. ولعمليات كبيرة لها أثرها البالغ في تشكيل سلوك وشخصية الطفل فيما بعد . ومن المشاكل التي تحيط بالطفل وتؤثر في سلوكه على سبيل المثل لا الحصر :
( الكذب .. السرقة .. الغش .. التأخر الدراسي .. التعثر في الكلام ..)
فيسعدني في هذه اللحظة أن اقدم بحثي هذا تحت عنوان :
التأخر الدراسي وأبناؤنا لطلاب
حاملاً بين طياته .. أسباب التأخر الدراسي وبالتالي علاجه .
سائلاً المولى عز وجل الأجر والثواب وبالتالي أن ينال بحثي المتواضـع على رضى أستاذي الفاضل ؛ ويحوز على إعجابه ..
 
التأخر الدراسي أو ما يعرف باسم Scholagtic Retardation  .



قد عرفه علماء النفس كلا منهم على حدة .. ولكن التعريف الشائع والمتداول بين الدول هو : حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية ، أو جسمية ، أو اجتماعية ، أو عقلية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط بأكثر من انحرافين سالبين .
وبالطبع قد نرى هذا جليا في الصفوف الدراسية .. وبالذات في المرحلة الابتدائية .
o فقد نجد في بعض الفصول الدراسية طالبا أو أكثر يسببون الإزعاج والمتاعب للمعلمين فيبدو عليهم صعوبة التعلم مصاحبا ذلك بطء في الفهم وعدم القدرة على التركيز والخمول وأحيانا تصل بهم إلى ما يسمى بالبلادة ؟ وشرود الذهن . وربما يكـون الأمر أكبر من اضطراب انفعالي ربما تكون الأسرة أحد أسبابه وما يصاحبها من عوامل سلبية تدفع بالطالب إلى الإحباط والانطواء .
o   وبعد ذلك عندما يذهب الطالب للمدرسة باحثا إلى متنفس آخر يبدأ به حياة جديدة فتققد عملية التربية والتعليم وتكون النتيجة ظهور مشكلة عظيمة تهدر حياتة ومستقبل الطالب بكافة أبعاد المشكلة وهذا ما نطلق عليه باسم : 


Scholagtic Retardation or Educational retardation 


التخلف الدراسي أو التأخر الدراسي .
 

بلا شك أن التخلف أو بالأحرى التأخر الدراسي مشكلة كبيرة لا بد لها من حل . 
فهي مشكلة مقدرة الأبعاد ، تارة تكون مشكلة نفسية وتربوية وتارة أخرى تكون مشكلة اجتماعية يهتم بها علماء النفس بالدرجة الأولى ومن ثم المربون والأخصائيون الاجتماعيون والآباء ..
فتعد مشكلة التأخر الدراسي من المشكلات التي حظيت باهتمام وتفكير الكثير من التربويين وللآباء وللطلاب أنفسهم باعتبارهم مصدر أساسي لإعاقة النمو والتقدم للحياة المتجددة .
ولكي نجد الحل لهذه المشكلة لا بد لنا أولا من معرفة أنواعها وأبعادها سواء أكانت ( تربوية أو اجتماعية أو اقتصادية ) وكذلك لا بد لنا من معرفة أسبابها .. أسباب التأخر الدراسي .
 
أنواع التأخر الدراسي

بالطبع للأغراض التربوية عرف التأخر الدراسي على أساس انخفاض الدرجات التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات الموضوعية التي تقام له ، ولهذا صنف التخلف الدراسي إلى أنواع منها : 
أ - التخلف الدراسي العام : 
وهو الذي يكون في جميع المواد الدراسية ويرتبط بالغباء حيث يتراوح نسبة الذكاء ما بين (71 - 85 ) .
ب - التخلف الدراسي الخاص : 
ويكون في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلا ويرتب بنقص القدرة .
ج - التخلف الدراسي الدائم : 
حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على مدى فترة زمينة .
د - التخلف الدراسي الموقفي : 
الذي يرتبط بمواقف معينة بحيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة .
هـ - التخلف الدراسي الحقيقي : 
هو تخلف يرتبط بنقص مستوى الذكاء والقدرات .
و- التخلف الدراسي الظاهري
 هو تخلف زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية وبالتالي يمكن علاجه .
 
وبعد معرفتنا لأنواع التأخر الدراسي يظهر الآن لنا جليا معرفة التخلف دراسيا : 
وهو الذي يكون تحصيله الدراسي أقل من مستوى قدرته التحصيلية
- وبمعنى آخر - هو الذي يكون تحصيله منخفض عن المتوسط وبالتالي يكون بطئ التعلم .
 
أسبابه : 

انخفاض درجة الذكاء لدى بعض الطلاب يكون عامل أساسي ورئيسي لانخفاض مستوى التحصيل الدراسي لديهم ، وعلى هذا لا يكون الذكاء وحده مسؤولا عن التأخر الدراسي ، ولذلك لا بد لنا من تصنيف الطلاب إلى : 


1-  منهم من يكون تخلفه بدرجة كبيرة يمكن وصفهم بالأغبياء .
2-   من يعود تأخرها إلى صعوبات في التعلم ونقصان قدرات خاصة كالقدرة العددية أو اللفظية وغيرهما .
o أنه يصعب عليهم استخدام المعلومات أو المهارات التعليمية المتوافرة لديهم في حل المشكلات التي تقابلهم .
o   كذلك من أسباب التأخر الدراسي قصور الذاكرة ويبدو ذلك في عدم القدرة على اختزان المعلومات وحفظها .
o أيضا قصور في الانتباه ويبدو في عدم القدرة على التركيز .
o ضعف في القدرة على التفكير الإستنتاجي .
o كذلك يظهرون تباينا واضحا بين أدائهم الفعلي والتوقع منهم .
o أيضا من آثار التأخر الدراسي يظهرون ضعفا واضحا في ربط المعاني داخل الذاكرة .
o ضالة وضعف في البناء المعرفي لديهم .
o بطء تعلم بعض العلميات العقلية كالتعرف والتميز والتحليل والتقويم .
o   أيضا هناك عوامل ترجع وترتبط بالتخلف الدراسي ، كالإعاقة الحسية من ضعف الإبصار أو قوى السمع عند الطالب عند جلوسه في الفصل ، وبالتالي عدم استعماله للوسائل المعينة كالسماعات والنظارات الطبية مما يؤدي إلى عدم قدرته على متابعة شرح المدرس واستجابتة له ، ومن ثم يؤثر في عملية التربية والتعليم 


دراسة ميدانية 

قد أكدت دراسات ميدانية تحليلية قام بها بعض التربويون على أن شخصية الطلاب المتخلفين دراسيا يتميزون بسمات وصفات منها على سبيل المثال لا الحصر .
-         عدم الثقة بالنفس .
-         انخفاض درجات تقدير الذات .
-        الاحترام الزائد للغير والقلق الزائد .كما أكدت بعض الدراسات أن التخلف الدراسي قد ينشأ عند الطالب بسبب عوامل شخصية وانفعالية كافتقار الثقة بالنفس أو الاضطراب واختلال التوازن الانفعالي والخوف والخجل الذي يمنع الطالب من المشاركة الايجابية الفعالة في الفصل الدراسي مما يترتب عليه تخلف .


بالطبع الحديث عن التأخر الدراسي متشعب ومتعدد فما زلنا أيضاً بصدد عوامل أخرى غير تلك التي ذكرناها منها :
تأثير الرفاق وخصوصاً إن كانوا من بين رفاق السوء حيث يفقد الطالب الحافز للدارسة وينصاع لهم ويسلك سلوك التمرد والعصيان وبالتالي يعتاد التأخير والغياب عن المدرسة مما يؤدي إلى تدهور مستواه التحصيلي .ولكن أرى تعديل الجداول الدراسية التي لم تكن مناسبة لميول الطالب وقدراته ولهذا لا بد لنا من معرفة :


· تشخيص التأخر الدراسي .

فعملية تشخيص التأخر الدراسي من أهم الخطوات في سبيل تحديد المشكلة والعوامل المؤدية لها وبالتالي تفاعلها . ولهذا ينبغي أن ننظر بمنظار واسع مضيء لكي تتجلى لنا أبعاد المشكلة ومن ثم يتسنى لنا إيجاد الحل السليم لهذه المشكلة .
فالتأخر الدراسي لا بد لنا أن ننظر إليه على اعتباره عرض من الأعراض لكي نحاول تشخيص أسبابه حتى نجد العلاج المناسب له .
فمشكلة التأخر الدراسي يمكن أن تسببها العديد من العوامل والمؤثرات لذا لا بد لنا من استخدام أساليب متنوعة للحصول على المعلومات التي تساعد على التشخيص .
 
ومن هنا يظهر التميز بين الطالب المتخلف دراسياً بسبب عوامل عقلية والطالب المتخلف دراسياً بسبب عوامل بيئية أو تربوية يعد أمراً هاماً في عملية التشخيص .
تشخيص حالة المتأخر دراسياً 

بعض المقترحات التي تعين المرشد على تشخيص أعراض التخلف الدراسي :
1- العمر العقلي 
العمر الزمني 
تطبيق مقياس مناسب للذكاء على الطالب المتخلـف دراسياً وبالتالي اتفق على تقدير مستوى ذكاء الفرد مقياس نسبة ذكائه وفق القاعـدة التاليـة : نسبة الذكاء = × 100
2- العمر التحصيلي 
العمر الزمني 
في حالة عدم توافر اختبار مقنن للذكاء يمكن استخدام المقاييس الدراسية المقننة للحصول على المستوى التحصيلي أو العمر التحصيلي لتحديد درجة التأخر الدراسيل :

النسبة التحصيلية = 

3- تحديد ما إذا كان التخلف الدراسي لطالب ما هو تخلف حديث أم طارئ أم أنه مزمن أي منذ فترة زمنية طويلة ، فإذا اتضح أن التخلف الدراسي حديث نسبياً ( أي أنه قد حدث في السنة الدراسية الأخيرة أو خلال السنة الدراسية الحالية ) فيوصف بأنه متدني بالقياس لما كان عليه الطالب في السنوات الدراسية السابقة أي أنه يكون مستوى التحصيل يقل عن مستوى الاقتدار .
أما إذا كان التخلف الدراسي مزمناً فيتم البحث في درجة هذا التخلف ومداه ( وهل هو تخلف دراسي عام وشامل أم هو تخلف قاصراً على مادة معينة وهكذا ) أما إذا كان حالة التخلف الدراسي في كل المواد الدراسية فلا بد من الرجوع إلى البطاقة المدرسية للطالب للاستـرشاد بها في معرفة العوامل التي أدت إلى التخلف أو تكوين فكرة عنها مثل تتبع الحالـة الصحية للطالب وظروفه الأسرية وسير تحصيله الدراسي من سنة إلى أخرى وعلى ضوئها يتم تشخيص الأحداث وتحيد خطة الإرشـاد والاتصال بالأبوين والمعلمين للتفاهم على الأساليب التربوية المناسبة إلى غير ذلك من أسباب وأساليب إرشادية مناسبة .
 
علاج التأخر الدراسي 

أولا : بعض التوصيات الإرشادية والعلاجية : 
o  التعرف على التلاميذ المتخلفين دراسيا خاصة خلال الثلاث سنوات الأول ( من المرحلة الابتدائية حتى يمكن اتخاذ الإجراءات الصحيحة والعلاج المبكر ) .
o توفير أدوات التشخيص مثل ( اختبارات الذكاء ، واختبارات التحصيل المقننة وغيرها .
o استقصاء جميع المعلومات الممكنة عن التلميذ المتخلف دراسياً خاصة : (الذكاء والمستوى العالي للتحصيل وآراء المدرسين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء إلى جانب الوالدين ) .
o توفير خدمات التوجيه والإرشاد العلاجي والتربوي والمنهي في المدارس لعلاج المشكلات لهؤلاء التلاميذ . إضافة إلى الاهتمام بدراسة الحالات الفردية للتلاميذ بحفظ السجلات المجمعة لهم .
o عرض حالة التلميذ على الطبيب النفسي عند الشك في وجود اضطرابات عصبية أو إصابات بالجهاز العصبي المركزي ، وغير ذلك من الأسباب العضوية .
 
ثانياً / العلاج 


أ - كيف يمكن حل مشكلة الطالب المتأخر دراسياً بسبب عوامل ترتبط بنقص الذكاء .
هناك آراء تربوية تؤيد إنشاء فصول دراسية خاصة للمتأخرين دراسيا ، وهناك آراء تعارض تماما فتعارض عزلهم عن بقية الطلاب وحجتهم في ذلك صعوبة تكوين مجموعات متجانسة في أنشطة متعددة .
لذلك يفضل البعض عدم عزلهم وإبقاء الطالب المتأخر دراسياً في الفصول الدراسية للعاديين مع توجيه العناية لكل طالب حسب قدراتـه .
ب - كيف يمكن حل مشكلة الطالب المتأخر دراسياً بسبب عوامل ترتبط بنقص الدافعيه لديهم .
بالطبع من العمليات الصعبة التي يواجهها المرشد ( عملية تنمية 
الدوافـع ) وخلق النقد في النفس لدى الطالب المتأخر دراسياً وبالتالي لا بد من وضع حل لهذه المشكلة فعلى المرشد أن يحاول أن يجعله يدرك ويقدم المكافأة لأي تغير إيجابي فور حدوثه ، كما عليه أن يستخدم أسلوب لعب الأدوار المتعارضة في التعامل مع الطالب ذو الدوافع المنخفضة .
ج - كيف يمكن حل مشكلة الطالب المتأخر دراسيا بسبب عوامل نفسية .
في هذا المجال نؤكد على أن التركيز على تغيير مفهوم الذات لدى الطلاب المتأخرين دراسيا يمثل أهمية خاصة في التأخر دراسيا يمثل أهمية خاصة في علاج التأخر الدراسي .
وعلى هذا يمكن رفع مستوى الأداء في التحصيل الدراسي عن طريق تعديل واستخدام مفهوم الذات الإيجابي للطالب المتأخر دراسياً ويتطلب ذلك تعديل البيئة وتطبيقها في الحقل المدرسي بحيث يمتد هذا التغيير إلى البرامج والمناهج الدراسية المختلفة .
 
المراجــــــع
o قراءات في مشكلات الطفولة
للدكتور / محمد جميل محمد يوسف 
o النمو في الطفولة إلى المراهقة
 للدكتور / محمد جميل
o مدخل إلى الإرشاد التربوي والنفسي
للدكتور / فاروق 
الخاتمة
وبه نستعين .. نحمده ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
مفهوم التأخر الدراسي:

لقد اختلف العلماء في تحديد مفهوم التأخر الدراسي؛ تبعًا لتداخُل العوامل المسببة له، وبناءً على ذلك فمنهم مَن عرَّف التأخُّر الدراسي من منظور نسبة الذكاء؛ أي: إنها الحالة التي تتدنى فيها نسبة ذكاء الفرد؛ حيث أشار ( طلعت عبدالرحيم 1402 هـ ) إلى أن اللجنة الأمريكية للضَّعف العقلي، أوضحت سنة 1963 م أن نسبة ذكاء المتأخرين دراسيًّا تبدأ من 70 إلى 90.

 

وهناك مَن عرَف التأخرَ مِن منظور التحصيل الدراسي، فأشار إبراهام ويلرد إلى أن التأخُّرَ الدراسي هو: الحالة التي يجد فيها المتأخرُ المقررَ الدراسيَّ مِن الصعوبة استيعابه، إلا بعد أن يحدثَ لهذا المقررِ نوعٌ مِن التكيف التعليميِّ أو التربوي، والتعامُل مع المقرر بدرجةٍ كبيرة تجعله متكيفًا مع متطلبات قدرته في التحصيل الدراسي.

 

(كما يعرِّف محمد جميل 1401هـ) التأخُّر الدِّراسِي بأنه: حالة تأخُّر أو نقصٍ في التحصيل؛ لأسبابٍ عقلية، أو جسميةٍ، أو اجتماعية، أو انفعاليةٍ، بحيث تنخفض نسبةُ التحصيل دون المستوى العادي.

 

التعريف الإجرائي للتأخُّر الدراسي:

التأخُّر الدِّراسيُّ: هو انخفاض الدرجات التي يحصُل عليها الطالبُ في الاختبارات الموضوعية للمواد الدراسية عن 50 % من الدرجة الكاملة؛ سواء في الاختبارات الفصْليَّة، أو الاختبارات والأعمال الشهرية.

 

تشخيص التأخُّر الدراسي:

وهي المحاولةُ الواعية لمعرفة طبيعة التأخُّر الدِّراسِي، والعوامل المسببة له، وكيفية تفاعلها في إحداث التأخر؛ وذلك بهدف وضْع الخدمات العلاجية المناسبة.

 

وهناك مجموعة من الوسائل المستخدَمة في التشخيص، هي:

• الاختبارات المقننة, السجِلُّ الشامل, بطاقة التحصيل الدراسي، الفحوص الطبية, ملاحظات المرشد والمدرس, ملاحظات الطبيب النفسي, ملاحظات الوالدين.

 

أسباب التأخُّر الدراسي:

يجعل الفشل الدراسي الطلابَ غير قادرين على تكوين علاقات قوية وبنَّاءة مع أُسرهم، أو مع مُدرسيهم، بل إن ذلك قد يولد حقدًا في نفوسهم على بعض زملائهم، وقد يتعدَّى الأمر إلى أكثر من ذلك؛ حيث قد يؤدِّي إلى فِقدان الطالب ثقته بنفسه، وهو ما يجعل الفشل سِمة غالبة في أي عملٍ يُسند إليه في المستقبل.

 

إن التأخُّر الدِّراسِي نتاج عوامل متعددة ومتداخلة، تتفاوت في قوَّتها وضعْفِها بين فئات المتأخرين دراسيًّا، من هذه العوامل ما يظهر مبكرًا في حياة الطالب، ومنها ما يتأخَّر ظُهُورُه، ومنها ما يظهر مباشرة، ومنها ما يبدو في عددٍ من الأعراض.

 

كما أن بعض هذه العوامل وقْتِيٌّ وعارضٌ، وبعضَها دائم، ويمكن تصنيف تلك العوامل إلى:


1- عوامل عقلية:

• انخفاض نسبة الذكاء.

• عدم القدرة على التركيز.

• الشرود والسرَحان.

• بُطْء القراءة.

• صعوبة التعامل مع الأرقام.

• العجز عن التذكُّر والربط بين الأشياء.

 

2 - عوامل جسميَّة:



• ضَعف البنية.
• الإصابة بأحد الأمراض.

• ضعف السمع.

• ضعف البصر.

• تضخُّم اللوزتين.

• زوائد أنفية.

• صُعُوبة في النُّطق.

 

3 - عوامل البيئة الاجتماعيَّة:


• انخفاض مستوى دخل الأسرة.
• ضَعف إمكانيات الأسرة.
• عدم توفُّر الجو المناسب للمذاكرة.
• انشغال الطالب بالعمل.
• انخفاض المستوى الثقافي للأسرة.
• فقدان التشجيع.
• تواضع آمال وطموحات الأسرة.
• خلافات أسَرية.
• حرمان أحد الوالدين.
• سلبية المعاملة، واضطراب العلاقة مع الوالدين.
• الصحبة السيئة للرفاق.

4 - عوامل نفسية:



• اضطراب الانفعالات.
• القلق، الخوف، الخجَل.
• ضَعف الثقة بالنفس.
• كراهية تُجاه المادة.
• كراهية تجاه المدرس أو المدرسة.
• الشعور باليأس والقنوط.
• وساوس.
• تخيُّلات.

5- عوامل شخصية:


• سوء استخدام الوقت وتنظيمه.
• انخفاض الدافعية للتعليم.
• الجهل بطُرق الاستذكار.
• غياب متكرر.
• عدم اهتمام بالواجب.
• تأجيل الدراسة أو الاستذكار لنهاية العام.
6- عوامل مدرسية:
• أسلوب معاملة المدرسين.
• موقف إدارة المدرسة السلبي.
• عدم توفر الكتاب.
• عدم كفاية المدرسين.
• عدم اهتمام المدرس بمشاكل الطلاب.
• عدم القدرة على التكيف مع المدرسة.
• صعوبة وكثرة الواجبات.
• طبيعة الاختبارات.
• عدم اهتمام المدرس بالطالب.
• عدم اهتمام المدرس بالمادة.
 
سمات الطلاب المتأخرين دراسيًّا:


يتصف الطالب المتأخر دراسيًّا ببعض الخصائص والسمات مجتمعة أو منفردة، والتي أوضَحتْها بعضُ الدراسات والبحوث النفسية، من أهمها ما يلي:

1- السمات والخصائص العقلية:



• مستوى إدراكه العقلي دون المعدل.
• ضعف الذاكرة وصعوبة تذكُّره للأشياء.

• عدم قدرته على التفكير المجرد، واستخدامه الرموز.

• قلة حصيلته اللغوية.

• ضَعف إدراكه للعلاقات بين الأشياء.

 

2- السمات والخصائص الجسمية:

• لا يكون في صحته الجسمية الكاملة، وقد تكون لديه أمراض ناتجة عن سوء التغذية:

• لديه مشكلات سمعية وبصرية، أو عيوب في الأسنان، وتضخُّم في الغدد أو اللوزتين، أو زوائد أنفية.

 

3- السمات والخصائص الانفعالية:

• فقدان أو ضَعف ثقته بنفسه.

• شرود الذهن أثناء الدرس.

• عدم قابليته للاستقرار، وعدم قدرته على التحمُّل.

• شعوره بالدونية، أو شعوره بالعداء.

• نزوعه للكسل والخمول.

• سوء توافقه النفسي.

 

4- السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية:

• قدرته المحدودة في توجيه الذات، أو التكيف مع المواقف الجديدة.

• انسحابه من المواقف الاجتماعية والانطواء.

 

5- العادات والاتجاهات الدراسية


• التأجيل أو الإهمال في إنجاز أعماله أو واجباته.
• ضعف تقبُّله وتكيُّفه مع المواقف التربوية والعمل المدرسي.
• ليست لديه عادات دراسية جيدة.
• لا يستحسن مُدرِّسه كثيرًا.
 
علاج التأخر الدراسي:

إن الكثير من حالات التأخُّر الدراسي تعود - كما أسلفنا - إلى أسباب متعددة، ولتحسين مستوى تحصيل الطالب، لا بد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه، والبحث عن الأسباب، ومن ثَم وضْع العلاج المناسب.
 
وعادة يتم علاج التأخُّر الدِّراسِي في إطارين:


أولهما: توجيه المعالجة إلى أسباب تخلُّف الطالب في دراسته؛ سواء اجتماعية، أو صحية، أو اقتصادية... إلخ.

 

ثانيهما: توجيه المعالجة نحو التدريس، أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية، باستخدام طرق تدريس مناسبة، تُراعى فيها الفروقُ الفردية، وتكثيف الوسائل التعليمية، والاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة، والعلاقات المهنية الإيجابية بين المدرس والطالب.

 

ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة، ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى:

أولاً: خدمات وقائية:

1- خدمات التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي.

2- الخدمات التعليمية.

3- خدمات صحية.

4- خدمات توجيهية.

5- خدمات إرشادية نفسية.

6- خدمات التوجيه الأسرية.

 

ثانيًا: خدمات علاجية:

1- العلاج الاجتماعي.

2- الإرشاد النفسي.

3- العلاج التعليمي.

 

أولاً: الخدمات الوقائية:وتهدف إلى الحد من العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي، وأهم هذه الخدمات:

1- التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي، وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية، ومجالات التعليم العام والفني والمهني، والجامعات والكليات، ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص، أو نوع التعليم المناسب.

 

2- الخدمات التعليمية، وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس، وتنويع طريقة التدريس، واستخدام الوسائل التعليمية، وعدم إهمال المتأخرين دراسيًّا.

 

3- خدمات صحية، وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوريٍّ ومنتظم، وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية؛ كالنظارات الطبية، والسماعات لحالات ضَعف البصر أو السمع، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصمَّاء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية، أو الوحدات الصحية المدرسية؛ لأخْذ العلاج اللازم.

 

4- خدمات توجيهية، وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة، ومساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها، وتنمية الوعي الصِِّّحي والديني والاجتماعي لديهم، وغرْس القِيَم والعادات الإسلامية الحميدة، وقد يتم ذلك من خلال المحاضرات أو المناقشات الجماعيَّة، أو برامج الإذاعة المدرسية، وخاصة في طابور الصباح، أو من خلال النشرات والمطويات.

 

5- خدمات إرشادية نفسية، وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكيُّف والتوافُق مع البيئة المدرسية والأسرية، وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الإيجابية نحو التعليم والمدرسة، ومقاومة الشعور بالعجز والفشل، ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابي لأسلوب الإرشاد الفردي، أو أسلوب الإرشاد الجماعي، حسب حالات التأخر ومن خلال دراسة الحالة.

 

6- خدمات التوجيه الأسرية، وتتمثل في توجيه الآباء إلى طُرق معاملة الأطفال، وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة، ومتابعة الأبناء، وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة، وذلك من خلال استغلال وجود أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بَدء العام الدراسي، وأيضًا من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى، وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين... إلخ.

 

ثانيًا: خدمات علاجية:

وتهدف إلى إزالة العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي، من خلال:

1- العلاج الاجتماعي.
2- الإرشاد النفسي.
3- العلاج التعليمي.
 
1- العلاج الاجتماعي:


ويُستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخُّر الدِّراسِي شاملاً، ولكنه طارئ؛ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية، التي أدت إلى التأخر الدراسي، ويقترح تعديلها، أو تغييرها بما يُحقق العلاج المنشود.

 

ومِن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي:

1- إحالة الطالب إلى طبيب الوحدة الصحية، أو أي مركز صحي؛ لإجراء الكشف عليه، وتقديم العلاج المناسب.

2- وضع الطالب في مكانٍ قريب من السبورة، إذا كان يعاني من ضَعف السمع والبصر.

3- نقل الطالب إلى أحد فصول الدور الأرضي، إذا كان يعاني من إعاقة جسمية؛ كالشلل، أو العرج، أو ما أشبه ذلك.

4- تقديم بعض المساعدات العينية أو المالية، إذا كانت أسرة الطالب تُعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب.

5- توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة، وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء، حسب خصائص النمو، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء.

6- إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسيًّا.

7- نقل الطالب المتأخر دراسيًّا من فصله إلى فصل آخر، كجانب علاجي إذا اتضح عدم توافُقه مع زملائه في الفصل، أو عجزه عن التفاعل معهم، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالفصل.

8- إحالة الطالب المتأخر دراسيًّا إلى إحدى عيادات الصحة النفسية، أو معاهد التربية الفكرية؛ لقياس مُستوى الذكاء، إذا كان المعالج يرى أن التأخرَ له صلة بالعوامل العقلية.

 

2- الإرشاد النفسي:

وفيه يقوم المعالجُ (المرشد الطلابي) بمساعدة الطالب المتأخر دراسيًّا في التعرف على نفسه، وتحديد مشكلاته، وكيفية استغلال قدراته واستعداداته، والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع، بما يحقق له التوافق النفسي والأُسري والاجتماعي.

 

ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي:

• عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسيًّا؛ بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية، والتخلص من مشاعر الخجل والضجر، ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبُّل الذات.
 
• التعامل مع الطالب الذي لديه تأخرٌ دراسي بسبب نقصٍ جسمي، أو إعاقة جسمية بشكل عادي، دون السخرية منه، أو التشديد عليه.
 
• تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخِّر دراسيًّا السلبيةِ في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع، وجعْلها أكثر إيجابية.
 
• تغيير المفهوم السلبي عن الذات، وتكوين مفهوم إيجابي عنه.
 
• مساعدة الطالب المتأخر دراسيًّا على فَهم ذاته ومشكلته، وتبصيره بها، وتعريفه بنواحي ضَعفه، والأفكار الخاطئة، وما يعانيه من اضطرابات انفعالية.
 
• تنمية الدافع - وخاصة دافع التعلُّم - وخلق الثقة في نفس الطالب المتأخِّر دراسيًّا.
 
• إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسيًّا، وتشجيع المعلم على فَهم نفسية الطالب المتأخر دراسيًّا، وتحليل دواخله.
 
• التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسيًّا

• عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية.
 
• عدم إثارة المنافَسة والمقارَنة بينه وبين زملائه.
 
• عدم توجيه اللوم بشكلٍ مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسيًّا في تحقيق أمرٍ ما، وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زُملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه.
 
3- العلاج التعليمي:


ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخُّر الدِّراسِي في مادة واحدة أو أكثر، وإذا كان سببُ التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية، أو قدراته العقلية، بل بطريقة التدريس، عندها يقومُ المعالج - المرشد الطلابي، أو المدرِّس - بالتركيز على كل ما له صلة بالمادة، والمدرس, وطريقة التدريس, والعلاقة مع المدرس، وعدم إتقان أساسيات المادة... إلخ.

 

ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي:


• إرشاد الطالب المتأخر دراسيًّا وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عمليًّا.

 

• مساعدة الطالب المتأخر دراسيًّا، فيوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار والمراجعة.

 

• متابعة مذاكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسيًّا، وإعطاؤه الأهمية القصوى في الاطلاع عليها، وعلى الملاحظات المدوَّنة من المدرسين.

 

• إعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسيًّا، والتدرُّج معه في توفير عامل التقبل ومشاعر الارتياح، وتقديم الإشادة المناسبة لكل تقدُّمٍ ملموس، وذلك إذا كان السبب في التأخر يرجع إلى عدم تقبُّل الطالب لهذه المادة.

 

• عقد لقاء أو اجتماع مع المعلم الذي يظهر لدى طلابه تأخُّر دراسيٌّ مرتفع، والتعرف منه على أسباب ذلك التأخر، وما هي المقترحات العلاجية لديه، ثم التنسيق معه بعد ذلك حول الإجراءات العلاجية لذلك التأخر.

 

• عمل فصول تقوية علاجية؛ لتنمية قدرات الطالب التي تسمح له باللحاق بزملائه؛ حيث يعتمد المعلمُ في تلك الفصول على استخدام الوسائل المُعينة كعامل مساعد لتوصيل المعلومات.

 
إن كثيرًا من مشكلات التعلم والتأخر الدراسي، لا ترجع إلى التخلف العقلي، وانخفاض مستوى الذكاء، بقدر ما ترجع إلى أخطاء في التربية، والعجز عن تكوين الدافع الملائم للنجاح والتفوق لدى الطفل؛ ولهذا فإن هناك اعتبارات أخرى يجب أخذها في الحسبان عند التعامل مع الطفل الذي يبدأ أداؤه المدرسي في التدهْوُر، وسنذكر فيما يلي هذه الاعتبارات؛ لننقل بعد ذلك للقارئ نموذجًا عمليًّا لإحدى حالات النجاح في العلاج السلوكي في مجال التفوق الأكاديمي.

 

اعتبارات عامة لمعالجة مشكلات الدراسة:


هناك اقتراحات عامة يجب مُراعاتها في حالات تدهور الأداء المدرسي، وبُطْء التعلم، وهي:


1- اجعل من التعلم والدراسة خبرة مرتبطة بالسرور والمُتعة.

 

2- اجعل من التعلُّم خِبرة مرتبطة بالنجاح، وليس بالفشل؛ أي: ركِّز على النجاحات التي يحققها الطفلُ، حتى ولو كانتْ صغيرةً.

 

3- قدِّم العلاج في خطوات صغيرة؛ أي: ينبغي تشكيل السلوك المؤدِّي للتعلم في شكل مراحل صغيرة، مع تقديم مكافأة على كل تقدُّم جزئي نحو الهدف العام.

 

4- امتدِح بسخاء.

 

5- شجِّع الطفل على ربط خبرة التعلم بنشاطٍ عملي، فالأشياء التي نقوم بعملها نتعلَّمها أسرع، ونحتفظ بها في ذاكرتنا بشكل أقوى.

 

6- ارسم أمام الطفل النموذج الملائم للنجاح والعمل والنشاط، فمن العسير على الطفل أن ينمي إمكانات التعلم والتفوق، أو يستجيب لنصائحك، بينما أنت تقضي الغالبية العظمى من الوقت في الثرثرة ومشاهدة التلفزيون، والحفلات الاجتماعية التافهة، والزيارات طوال أيام الأسبوع.

 

7- اختر مكانًا جيدًا لطفلك، بعيدًا عن الضوضاء، ومعدًّا خصِّيصًا للعمل.


وفيما يلي وصف لحالة الطفل موضوع هذه الدراسة Eimers & Aithison)).

وصف الحالة: كان الطفل موضوع هذه الحالة في الحادية عشرة من العمر، عندما أحضره والداه وهما في حالة من الجزع والانزعاج، فالطفلُ يرسب في المدرسة، وأسوأ من ذلك أنه لا يبدو أنه يهتم أو يكترث لذلك، وبالرغم من أن الطفل كان متفوقًا في دراسته في العامين الأولين من التحاقه بالمدرسة، فإن أداءه بدأ في التدهور تدريجيًّا.

ودلت اختبارات الذكاء التي استخدمها المعالجُ مع الطفل على أن نسبة ذكائه فوق المتوسط، كذلك لم تتضح صعوبات في التعلم، أو قصور عقلي واضح في الجوانب الأخرى من التفكير، وقد استبعدت هذه النتائج أن تكون مشكلة هذا الطفل بسبب التخلف أو صعوبات التعلم، وقد أيد مدرسوه هذه الملاحظات، وأضافوا أنه كان من قبلُ تلميذًا جادًّا، وأن لديه إمكانات أكيدة على التفوق، إلا أنه يهمل في أداء واجباته، ولا يبذل أي جهد إضافي تطلبه منه مدرسته، وهو لا يبدي اكتراثًا بحل واجباته المنزلية؛ مما ضاعَف من مشكلاته الدراسية وتدهوره.

لقد تبلورت المشكلة الحقيقية وراء التدهور الدراسي لهذا الطفل في دافعه الدراسي؛ ولهذا فقد نصحت معلمة الفصل والدي الطفل، بأن يستعينا بعيادة نفسية؛ لمساعدتهما ومساعدة الطفل على التغلب على هذه المشكلة قبل تفاقُمها، وقد قام المعالج بوضع خطة من مرحلتين لزيادة دافعه الدراسي، والتغلب على بعض مشكلاته السلوكية داخل الفصل الدراسي، وعاوَنه في تنفيذها الوالدان والمدرسون (Eimers & Aithison 1977).

خطة العلاج:

المرحلة الأولى: تقوية الدافع الدراسي:
ركز المعالجون على مشكلة أداء الواجبات المنزلية كسلوك محْورِيٍّ، وقد بدا واضحًا أن الأبوين لم يُبديا اهتمامًا بهذا الجانب، وأهملا سؤال الطفل عن أعماله المنزلية، وتركاها له دون متابعة. صحيح أنهما كان يطلبان منه بين الحين والآخر أن يؤدِّي واجبه، لكنه كان يجيبهما بأنه قد فعل ذلك، فكانا يقبلان ما يقوله بطيب خاطر، ويسمحان له بالخروج للعب، أو مشاهدة التليفزيون معهما؛ ولهذا فقد كان من أسباب جزع الأبوين، أنه قد خدعهما بادعائه بأنه يحل واجباته، وعندما اكتشفا ذلك، أظهرا له أشد الغضب، وأرغماه على البقاء في حجرته يوميًّا لساعتين؛ لإنهاء واجباته المنزلية، وبالرغم من موافقته على البقاء لساعتين في حجرته، فإنه استغل هاتين الساعتين في قراءاتٍ خارجية، ومجلات أطفال، واستمر على ذلك لا يؤدي واجباته المنزلية كما دلت التقارير التي كانتْ تأتي من مدرسته، وعند هذا الحد شعَر الأبوان بضرورة استشارة المعالج النفسيِّ، وفيما يلي الخطة العلاجية التي وصفها المعالج، وقام بتنفيذها مع الوالدين.


الخطوة الأولى: تحديد المشكلة وتعريفها:

بيَّن المعالج - واتفق معه الوالدان في ذلك - أن المشكلة الرئيسية للطفل تتركز في فقدان دوافعه للعمل، فقد عزف الطفل عن العمل والدراسة؛ لأنه ببساطة لم يتلقَّ التدعيم الملائم والإثابة لهذين النشاطين، أو بعبارة أخرى: لم يتلق تدعيمًا ملائمًا لإنهاء العمل المدرسي والواجبات اليومية، ولم يكن تهديد معلم الفصل بالرسوب أو تخفيض درجاته كافيًا لإذكاء دوافعه مرة أخرى، وقد رأى المعالج أن الحل الرئيسي لمشكلة هذا الطفل يكمُن في أن يجعل من الدراسة وأداء الواجبات المنزلية أمرًا مشجعًا وجذابًا ومرتبطًا بالتدعيم الاجتماعي والإثابة.

الخطوة الثانية: مكان خاص للعمل:


من الأسباب التي تبيِّن للمعالج أنها تعوق الطفل عن أداء واجباته المنزلية، السماح له بإكمال هذه الواجبات في حجرته، فقد كانت حجرته مملوءة بكثير من جوانب النشاط واللعب، بما في ذلك مجلات الأطفال، ولُعَبه الكهربائية، وكل لُعبِه المفضلة؛ لهذا فقد أوصى المعالج الوالدين أن يخصصا مكانًا ملائمًا للدراسة، وقد اتفق الوالدان على أن تكون منضدة الطعام هي المكان الملائم لذلك، فقد خلتْ هذه البقعة في المنزل من المشوقات، فضلاً عن أنها تميزتْ بإضاءة جيدة، وكانت في العموم مكانًا جيدًا للدراسة؛ إضافة إلى أنها تمكن الوالدين من مراقبة الطفل.

الخطوة الثالثة: إثارة الحوافز والتدعيم الإيجابي:

تبلورت الخطوة الثالثة في ابتكار نظام لإثارة حوافز الطفل، ثم بمقتضاه الاتفاق مع الوالدين على إثابة الطفل على كل نجاحٍ أو تغيُّرٍ إيجابي في دراسته، وقد رُوعي في برنامج الحوافز ما يأتي:

1- اختيار حوافز أو مدعمات مرغوب فيها من الطفل، تستحق منه أن يبذل جهدًا للحصول عليها.

2- الزيادة التدريجية للوقت الذي يقضيه في أعماله المدرسية كلَّ ليلة، وقد حذَّر المعالج الوالدين من تغليب رغبتهما في النجاح السريع، على توخي الحرص في تطبيق مقتضيات العلاج التي تتطلب التدرُّج الحذِر في زيادة الوقت الذي يمنحه الطفل للعمل، وفي مكافأة كلِّ تقدُّم في هذا الاتجاه.


3- امتداح الطفل بين الحين والآخر، خلال انشغاله بدراسته وتشجيعه على مجهوداته.

4- المكافأة الفورية:

تعتبر الدرجات التي تعطيها المعلمةُ للجهود الدراسية مكافأةً غير مباشرة، ومن ثَم فإن تأثيرها التشجيعي ضعيفٌ؛ ولهذا أصبح تقديم المكافأة الفورية ضروريًّا، وقد نُوِّعت المكافأة الفورية وعُدِّدت؛ لتشتمل على بعض الأطعمة المحبَّبة، أو قضاء نصف ساعة في مشاهدة التليفزيون، أو الفيديو، أو استخدام التليفون، أو الخروج للتنزه واللعب... إلخ، وكانت تُقدَّم كلَّ مساء.

الخطوة الرابعة: المتابعة:
اعتمدت الخطوة الرابعة على متابعة تقدُّمه وتقييمه، وهنا تبيَّن من خلال الاتصال بمعلمة الفصل، أن درجاته قد أخذتْ في التحسن، وأن واجباته المنزلية كانتْ تتم في وقتها وبشكل ملائم، لكن المعلمة لاحظت أن الطفل بالرغم من التحسن الأكاديمي فإن سلوكه في داخل قاعة الفصل اتَّسم بالاندفاع نحو الشتم وإثارة بعض الفوضى؛ مما كان يحول بينه وبين الانتباه الجيد، وقد شعرت المعلمةُ أن الطفل بإمكانه أن يتفوَّق أكثر، وأن يخرجَ إمكاناته بصورة أفضل، لو تخلَّى عن هذه المشكلات السلوكية.
ولهذا فقد اتَّفق الوالدان مع المعالج على وضْع خطة أخرى للتغلب على هذه المشكلات السلوكية وَفق الخطوات التالية:

المرحلة الثانية: التغلب على المشكلات السلوكية:

الخطوة الأولى: تحديد المشكلة:

دعا المعالج مُعلمة الفصل لحضور إحدى الجلسات مع الوالدين، بغرض تحديد مشكلات الطفل، ولكي يكسب تعاونهم في التخطيط للعلاج وتنفيذ الخطة، وقد تبيَّن أن مشكلات الطفل في المدرسة شملت ما يأتي:


أ- العزوف عن أداء أعماله الإضافية في المدرسة؛ أي: الافتقار لدافع المنافسة الدراسية.

ب- التنكيت مع الزملاء، والتعليقات غير الملائمة، وكثرة الحركة، وعدم الانضباط، وقد تبيَّن أن هذه المشكلة ترتبط بالرغبة في إثارة الانتباه بشكل غير ناضج، وقد كان من الواضح أن زملاء فصله قد أحبوا طريقته، وكانوا يستجيبون لتصرُّفاته المضحكة، ونكاته بالضحك والمودة. حتى المعلمة، ولو أنها لم تكن تشارك زملاءه سعادتهم بتصرُّفاته، فقد كانت تبدي اهتمامها السلبي من خلال السخرية ومحاولة الإسكات، لقد تحول الطفل إلى نجم الفصل وموضوع الانتباه الرئيسي لزُملائه ومعلمته بسبب سلوكه غير اللائق.


الخطوة الثانية: التحكُّم في الإثابة:

تبلورت الخطوة الثانية في البحث عن حلٍّ للمشكلة، وقد تركزتْ خطة الحل على التقليل من الإثابات التي يحصل عليها بسبب سلوكه المشاغب؛ أي: بالتقليل من الانتباه الإيجابي والسلبي الذي يحصل عليه من زملائه ومعلمته، كذلك تركزت الخطة على زيادة حوافزه، وإثابته على السلوك الملائم، وقد اتَّفقوا على أن يكون السلوك الملائم هو العمل على إنهاء واجباته المدرسية والإضافية، وعدم تأجيلها حتى العودة إلى المنزل.


الخطوة الثالثة: الإبعاد المؤقت عن مواقف التدعيم السلبي:

ثم تنفيذ الخطة؛ بحيث يتم الإبعاد عن الفصل لمدة خمس دقائق عندما يصدر منه سلوك منافٍ للذوق، بما في ذلك التنكيت أو التعليقات غير الملائمة، وبذلك تَمَّ حرمانه مِن المدعمات التي كانت تأتيه من جراء سلوكه المشاغب، وكان يُسمح له بالعودة للفصل بعد خمس دقائق، إلا أنه كان يُستبعد من الفصل من جديد ولمدة مُضاعَفة إذا ما استمرَّ في السلوك نفسه، وبالرغم من نجاح الإبعاد المؤقت، فإنه كان يمثل - من الناحية العلاجية - نصف الحل، فمن خلال الإبعاد المؤقت تعلَّم الطفل أنواع السلوك التي يجب التوقف عنها، لكنه لم يتعلم بعدُ السلوك الجيد المطلوب عمله؛ ولهذا فإنه من المفروض تدريبه على أنواع السلوك الملائمة داخل الفصل، من خلال برنامج خاصٍّ لإثارة حوافزه لأداء السلوك الملائم، وهو ما طبق في الخطوة الرابعة.


الخطوة الرابعة: تدعيم السلوك الإيجابي:
تنطوي الخطوة العلاجية هنا على إثابة الطفل ومكافأته على الوقت الذي يقضيه في مقعده، وهو يؤدي واجباته المدرسية المطلوبة، وقد تعاوَن المعالجُ مع المعلِّمة على وضْع جدول مكافآت خاص تعده له يوميًّا، ويحصل الطفل بمقتضاه على نقاط (أو رموز)، مقابل الوقت الذي يقضيه في العمل والمتفق عليه مع الطفل والمعلمة مسبقًا.

وفي نهاية اليوم تُوقع المعلمة هذا الجدول، وتُرسله مع الطفل إلى المنزل؛ حيث يتم تحويل هذه النقاط أو النجوم إلى مدعمات متفق عليها بحسب جدول تدعيم سابق، وتتطلب هذه الخطة كذلك الاستمرار في امتداح وتقريظ الطفل على تحسُّنه، وعلى التغيرات الإيجابية التي يحقِّقها، كما تقتضي هذه الخطة أيضًا التوقف عن اللوم أو النقد عند ظهور السلوك الخاطئ، وتجاهل السلوك الدال على الشغب، أو عدم الانضباط والفوضى.

وكان امتداح السلوك الإيجابي وتجاهل السلوك السلبي يتم أيضًا في المدرسة؛ حيث دُرِّبت المعلمة على استخدام الخطة نفسها.

الخطوة الخامسة: التقييم والمتابعة:
عند تقييم المرحلة الثانية من العلاج، تبيَّن أن الطفل قد نجح نجاحًا مذهلاً في تحقيق أهداف العلاج، فلقد اختفى - بعد خمس مرات من تنفيذ برنامج الإبعاد المؤقت - سلوكه المشاغب، وتحوَّل إلى طفل نموذجي بمعنى الكلمة، وقد بدأ تحسُّنه التدريجي يتنامى بشكل ملحوظ، وانعكس ذلك التحسن على درجاته في الفصل الدراسي التالي؛ حيث ارتفعت إلى B+ (جيد جدًّا)، ولم تكن هناك مشكلة واضحة عندما حدث توقُّف تدريجي عن خطة الحوافز، فلم يتراجع عن سلوكه الجيد عندما توقف تنفيذ هذه الخطة تمامًا، فقد (أدمن) الطفل السلوك الجيد، وأصبحت دوافع النجاح الذاتية والتدعيمات التي كان يحصل عليها بسبب تفوُّقه وانتقاله لهذا المستوى - كافيةً لاستمراره في السلوك الإيجابي؛ كذلك تحققت تغيُّرات في سلوك الوالدين، فقد اعتادا امتداح السلوك الجيد، وتوقَّفا عن النقد والعقاب؛ مما شكل تدعيمًا إضافيًّا لاستمرار تفوُّقه في السنة التالية التي أمكن تتبُّعه خلالها.


--------------------------
عباس سبتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الفرق بين صعوبات التعلم وبطء التعلم والتأخر الدراسي


إعداد: سعاد أحمد علي

تعريف  التأخر الدراسي:

حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي  نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي .

وهناك أربعة أنواع من التأخر الدراسي :

1- التأخر الدراسي العام: وهو تخلف التلميذ في جميع المواد , وتتراوح نسبة ذكاء هذا النوع من المتأخرين بين 70- 85.
2- التأخر الدراسي الخاص: وهو تخف التلميذ في مادة أو مواد بعينها, ويرتبط بنقص القدرة العقلية.
3- تأخر دراسي دائم: حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على فترة طويلة من الزمن.
4- تأخر دراسي موقفي: و التأخر الذي يرتبط بمواقف معينة , حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته نتيجة مروره بخبرات سيئة مثل وفاة أحد أفراد الأسرة , أو تكرار مرات الرسوب , أو المرور بخبرات انفعالية مؤلمة.
* خصائص المتأخرين دراسيا:

(1): الخصائص الجسمية:

يتضح من الأبحاث والدراسات أن مجموعة المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية يكونون اقل نموا في المتوسط من أقرانهم العاديين من حيث النمو الجسمي والعقلي إلا أنهم لا يختلفون عنهم من حيث الحاجات والانفعالات أو الدوافع والرغبات الجسمية أو الجنسية , وقد يبدو المتأخرون أحيانا أطول قامة وأضخم بنية من أقرانهم في نفس اصف الدراسي , ولكن ذلك يرجع إلى أنهم قد يكبرون بعام أو اثنين نتيجة لتخلفهم في الصف الواحد أكثر من عام دراسي , وهذا لا يعني عدم وجود حالات فردية يتفوق فيها بعض المتأخرين دراسيا من حيث النمو الجسمي على أقرانهم العاديين, وترتفع نسبة الإعاقة السمعية والبصرية بين المتأخرين دراسيا عنها بين الأفراد العاديين والمتفوقين , مما يرجح وجود علاقة بين هاتين الإعاقتين وبين التأخر الدراسي , كما تدل الأبحاث أيضا على أن هؤلاء المتأخرين قد يقلون عن العاديين من حيث الحيوية والنشاط الجسميين مما قد يوحى بوجود علاقة بين القصور في النمو أو في الوظائف الجسمية وبين التأخر الدراسي.

(2): الخصائص العقلية:

تدل الأبحاث التي أجريت على التلاميذ المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية على وجود خصائص عقلية معينة قد تميزهم عن العاديين , ولكن هذا لا يعني ارتفاع درجة التشابه بين المتأخرين , فهم كمجموعة يختلفون عن بعضهم البعض اختلافات شاسعة من حيث هذه الخصائص , وهم ليسوا على درجة واحدة من التجانس العقلي , فقد يصل الفرق بين تلاميذ الفصل الواحد من المتأخرين إلى سبع سنوات من العمر العقلي . أما الخصائص العقلية التي تميزهم بصفة عامه فمنها : ضعف القدرة على التفكير  الاستنتاجى , وضعف القدرة على حل المشكلات التي تحتاج إلى المكونات أو المعاني العقلية العامة , ويعاني هؤلاء التلاميذ من قصر الذاكرة , أي عدم القدرة على اختزان المعلومات أو الاحتفاظ بها لفترة طويلة .

ويبدو ذلك جليا عند تكرار الإعداد أو الجمل التي يطلب إليهم تكرارها عقب سماعها والتي يرددها أقرانهم العاديون دون صعوبة, ويتصفون أيضا بسطحية الإدراك , وضعف القدرة على الحفظ وعلى التعقل أو الفهم العميق, ويؤدي ذلك بطبيعة الحالة إلى عجزهم عن الاستفادة من الخبرات والتجارب التي سبق لهم تعلمها , كما أنهم بصفة عامة اقل تقديرا للعواقب أو إدراكا لنتائج أعمالهم.

وينبغي أن يلاحظ  أنه على الرغم من هذه الخصائص العقلية التي تحد من قدراتهم على التعلم إلا أنه يمكن تعليمهم وإعدادهم للاعتماد على أنفسهم وعلى تنمية مهارات يستطيعون بها واجهة الحياة , ويتراوح الحد الأقصى للعمر العقلي لهؤلاء المتأخرين دراسيا خلقيا أو ولاديا بين 11 - 13.5 سنة تقريبا.

(3): الخصائص الانفعالية:

كثيرا ما يؤدي الفشل والشعور بالنقص وما يصاحبه من شعور بالنبذ من المدرسة أو من المنزل إلى الإحباط لدى المتأخرين دراسيا , كما أن هذا الإحباط المتكرر قد يدفع البعض منهم إلى أن يكون عدوانيا نحو زملائه ونحو المدرس أو المدرسة بصفة عامة وقد يدفع البعض الآخر إلى أن يكون انطوائيا يهرب من المدرسة أومن المجتمع ككل , وكثيرا ما تكون اتجاهات هؤلاء التلاميذ نحو أنفسهم ونحو المدرسة أو المجتمع اتجاهات سلبية , وقد يصل الحال ببعضهم إلى درجة اليأس أو تقبل ذواتهم على أنهم فاشلون أو منبوذون ,وفي هذه الحالة قد يصعب تعديل سلوكهم كما يصبح الأمل ضعيفا في جدوى العلاج معهم.

وتفيد الدراسات أيضا  أن المتأخرين دراسيا أقل تتكيفا من أقرانهم العاديين إلا أن الفرق ليس كبيرا , أما من حيث الخصائص الشخصية التي تعتمد على القدرات العقلية إلى حد ما كالابتكار والقيادة , وحب الاستطلاع ونحوها فهم أقل العاديين , وأما غير ذلك من الخصائص كالأنانية والطاعة , والاعتماد على الغير ذلك ونحوها فهم لا يختلفون فيها كثيرا عن أقرانهم  العاديين.

ويلاحظ أن دوافع هؤلاء التلاميذ نحو العمل والتحصيل تكاد تكون معدومة نتيجة لما تقدمت الإشارة إليه من إحباط وسلبية في الاتجاهات وتصور سلبي للذات , وتضاعف الخصائص الانفعالية لدى المتأخرين دراسيا من حدة هذه المشكلة , كما تلقى عبئا ثقيلا على أكتاف المرشدين النفسيين وغيرهم من يتصدون للعلاج.

(4): الخصائص الاجتماعية:

تدل الأبحاث التي أجريت على بعض مجموعات التلاميذ المتأخرين على أن التأخر الدراسي ليس وقفا على بيئة اجتماعية معينة أو على مستوى اقتصادي أو ثقافي معين , ولكنه قسمة عامة , وقدر مشترك , ويوجد بين جميع الفئات والطبقات بصرف النظر عن مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية , ولكن بعض الدراسات تؤكد أن نسبة حدوثه بين الطبقات العليا ففي دراسة أجراها هافجهيرست  وجد أن 80 % من عينة التلاميذ المتأخرين كانوا من الطبقات الدينا وتدل الدراسة المشار إليها على وجود علاقة بين العوامل الاجتماعية والثقافية وبين التأخر , ولكن هذا لا يعني أن هذه العوامل هي كل أسبابه.

أما السلوك الاجتماعية للتلاميذ المتأخرين فيميل إلى السلبية, ويعتبر العدوان أو الانطواء ابرز مظاهره. ويقل هؤلاء عن العاديين من حيث الرغبة في تكوين الصداقات وفي القدرة على الاحتفاظ بها, كما يسهل انقيادهم للمنحرفين والخارجين على القانون. وقد يجدون في الانحراف تنفيسا عما يحسون به من نقص وقد تشبع تلك الجماعات في التلاميذ المتأخرين ما عجزت المدرسة عن إشباعه من الحاجة إلى الانتماء والتقبل وتحقيق الذات والاحترام ونحوها , أما البعض الأخر والذي يميل إلى الانطواء فقد يهرب من مواجهة المشكلة أو ينتهي به الأمر إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية.

ومما ينبغي ملاحظته أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التأخر الدراسي وبين الانحراف أو الجريمة , وكل ما في الأمر أن المستوى العقلي المنخفض الذي يصاحب مشاعر النبذ والنقص والإحباط وسلبية الاتجاهات نحو الذات يسهل انجذاب هؤلاء التلاميذ إلى عصابات المنحرفين , وبل قد يشكل هؤلاء من أنفسهم تلك العصابات التي يجدون فيها تعويضا وتنفيسا عما يحسون به من الآم نفسية ونبذ اجتماعي , فالعلاقة ليست مباشرة أو لزومية ولكنها علاقة غير مباشرة وقد يتعرض الطفل السوي أو المتفوق لما يتعرض له المتأخر إذا ما ألمت به نفس المشاعر بسبب المدرسة أو الأسرة أو بسبب ظروف اجتماعية معينة .


تعريف بطئ التعلم :

أن اصطلاح بطيء التعلم يطلق على كل طفل يجد صعوبة في مواءمة نفسه للمناهج المدرسية بسبب قصور بسيط في ذكائه أو في قدرته على التعلم.وأنه لا يوجد هناك مستوى محدد لهذا القصور العقلي , ولكننا من الناحية العملية نستطيع القول أن الأطفال الذين تبلغ نسبة ذكائهم أقل من 91 درجة وأكثر من 74 درجة يكونون ضمن هذه المجموعة.

خصائص بطئ التعلم :

أطفال بطئ التعلم  يكون  معدلات نموهم أقل في التقدم بنسبة لمتوسط معدل العاديين فهم أقل طولا وأثقل وزنا وأقل تناسقا ولكن ليس بدرجة التي تستدعى علاجا خاصا وكذلك قد يظهرون ضعف في السمع , عيوب في الكلام , سؤ التغذية , عيوب في الإبصار أو ضعف عام.

والطفل بطئ التعلم رغم وجود لديه صعوبة في التعلم الأشياء العقلية المرتبطة بالذكاء فإنه يحز تقدم في نواحي أخرى غير عقلية مثل قدرة الميكانيكية وتذوق الفني على رغم من عدم تمكنه من القراءة الجيد أو عدم اهتمامه بحساب . وهم غير ناضجين انفعاليا فالكثير ما يصيبهم الإحباط وقد ينفذ صبرهم فيفقدون ثقة بالنفس وينخفض تقدير ذات لديهم.


تعريف صعوبات التعلم:


أن صعوبات التعلم هو مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطراب والتي تعبر عن نفسها من خلال صعوبات دالة في اكتساب واستخدام مهارات الاستماع أو الحديث أو القراءة أو الكتابة أو الاستدلال أو القدرات الرياضية وهذه الاضطرابات ذاتية تنشأ داخليا ويفترض أن تكون راجعه إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي ويمكن أن تحدث خلال حياة الفرد كما يمكن أن تكون متلازمة مع مشكلات الضبط الذاتي ومشكلات الإدراك والتفاعل الاجتماعية لكن هذه المشكلات لا تنشئ بذاتها صعوبات التعلم ومع أن صعوبات التعلم نحدث متلازمة (متزامنة) مع بعض ظروف الإعاقة الأخرى (القصور الحسي و التأخر الحركي والاضطرابات الانفعالية), ومؤثرات خارجية أي الفروق الثقافية التعلم غير الكافي والتدريس إلا انها هذه الصعوبات ليس نتيجة لهذه الظروف والمؤثرات.

خصائص صعوبات التعلم:

1- النشاط الزائد :

كثير من ذوى صعوبات التعلم ذو نشاط مفرط , وهذه حقيقة صحيحة بالذات في حالة من لديهم إصابات  مخية منهم , ولا يمكن اعتبار سلوك معين مشكلة لمجرد حدوثه مره أو أكثر , ولكن أن تجاوز حدوثه ثلاثة أمثال حدوثه لدى الفرد العادي في الموقف نفسه , وتحت الظروف نفسها هنا نقول : أن السلوك مشكلة , ومشكلة زيادة الحركة والنشاط أن الفرد المفرط في حركته لا يتوفر لديه وقت كافة للانتباه , كي يستطيع الاستحواذ عليه عقليا.

2- ضعف النشاط والحركة :

وهو تماما عكس فرط النشاط والحركة , وعلى الرغم من عدم شيوع هذا السلوك بين ذوي صعوبات التعلم مثلما هو الأمر في النشاط المفرط ولكنه سلوك قائم , ويمكن ملاحظته لتواتر بين أفراد هذه الفئة.

3- قصور في الدافعية:

على الرغم من أن نقص الدافعية قد يأتي نتيجة لعجز الطفل عن التعلم , إلا أنه سلوك يتكرر تسجيله في تقارير تشخيص هؤلاء الأطفال , وفي بياناتهم المدرسية.

4- قصور في عمليات التآزر والتنسيق:

على الرغم من أن بعض الأطفال الذين قد يكون لديه م قدرة على التآزر يلاحظ بشكل واضح بين الأطفال  ذوى صعوبات التعلم , فالطفل عادة تنمو لديه ببطئ شديد قدرته على أن يقذف أو يتلف شيئا , أو القدرة على الهروب أو الجري , وتتضح في صعوبات الكتابة , وبعض المهارات الدقيقة الأخرى ويبدو مرتبكا, وأهوجا في تصرفاته, تحدث عادة مثل هذه الصعوبات لعجزه عن تقدير موقعه بالنسبة للأشياء الأخرى في الفراغ من حوله.

5- ثبوت الانتباه:

وفيه يظل سلوك الطفل مستمرا في تركيز انتباهه على مثير بعينه دون المثيرات الأخرى المرتبطة بالموقف التعليمي نفسه , وكأن مثيرا واحدا قد استأثر بكل انتباهه.

كما يبدو هذا الثبوت في تكرار السلوك نفسه مرات عديدة , فيكتب الطفل كملة معينة مرات متكررة وبشكل غير إرادي , أو يكرر كلمة منطوقة مرات عديدة.

6- عدم التركيز:

قد يرتبط عدم التركيز بنقص الدافعية , أو بحالة الإفراط في الحركة , وهو سلوك يتمثل في عدم قدرة الطفل على التركيز على نشاط معين لأي فترة زمنية.

7- صعوبات نقل الانتباه:

الطفل الذي لديه إفراط في الانتباه لشيء معين يبدو عاجزا عن السيطرة على انتباهه أو تحويله نحو شيء معين دون شيء أخر, كما تطلب الموقف هذا الانتقال أو الحركة.

8- اضطرابات في الإدراك:

وتتضمن اضطرابات في الإدراكات البصرية أو السمعية أو الحركية أو اللمسية .

9-اضطرابات الذاكرة:

تتضمن اضطرابات الذاكرة كلا من الذاكرة البصرية والذاكرة السمعية.

10- التناقض بين الذكاء والتحصيل:

يظهر التلاميذ ذوو صعوبات التعلم تناقض واضحا بين تحصليهم الفعلي والتحصيل المتوقع حيث يحصلون على درجات متوسطة أو أعلى من المتوسط في اختبارات الذكاء مقابل ذلك انخفاض في مستوى التحصيل الذي لا يرجع على الإعاقة الحسية أو التخلف العقلي.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.